المونديال الإسلامي

في محاولة من النائب وليد الطبطبائي دس أنفه في كل أمر من أمور حياتنا، وإقحام الدين في كل شاردة وواردة، قام موخرا بإسباغ رضاه وبركته علينا، وصرح لنا بمتابعة مباريات المونديال التي تجري في كوريا واليابان، والقول ان مشاهدتها جائزة شرعا! لكنه في الوقت نفسه، انتقد بشدة الظواهر السلبية لهذه المباريات مثل الحركات غير اللائقة، والتقليعات غير المحترمة التي نراها من لاعبي المنتخبات 'غير المسلمة'، والتي تعتبر خطرا يجب التحذير منه واليقظة في التعامل معه، خوفا من ان ينساق شبابنا المسلم ويقلدها وينجرف في تيارها.
وضرب مثلا على ذلك قصات شعر بعض اللاعبين الغريبة والحركات المستهجنة التي يقومون بأدائها عقب تسجيل الأهداف! وحذر من قيام 'الواعدين' من شبابنا بتقليدها، وطلب من أولياء الأمور ان يكونوا يقظين وواعين لسلوك ابنائهم عقب كل مباراة ومباشرة النصح الدائم لهمِ كما طالب النائب الطبطبائي، الخبير في الأخلاقيات، المعلقين العرب، بمضاعفة انتقاداتهم لتلك السلوكيات، وحذر من استغلال اسرائيل لظاهرة الانشغال بمشاهدة هذه المباريات والقيام بارتكاب الجرائم البشعة ضدناِ وطالب العرب باليقظة وان تكون عينهم الأولى على المونديال والأخرى على اسرائيل، وذكر أخيرا ان توقيت بث المباريات غير مناسب اطلاقا لتعارضه مع موعد صلاتي الظهر والعصر، بحيث من الممكن ان يفوت على المصلين الراغبين في المشاهدة، الصلاة في المساجد!.
نشكر السيد الطبطبائي على نصائحه وملاحظاته التي لم يسبق ان انتبه لها مليار مسلم في العالمِ ومساهمة منا في جهوده الأخلاقية الخيرة، فإننا نقترح دراسة المقترحات المهمة التالية واضافتها الى قائمة اقتراحاته:
1 ـ الطلب من حكوماتنا 'الاسلامية' مراقبة شاشات التلفزيون اثناء بث هذه المباريات وحجب كافة اللقطات التي تظهر حركات بذيئة، وسلوكيات غير مقبولةِِ إن أمكن ذلك.
2 ـ الاتفاق مع الدول الاسلامية الأخرى، من خلال مؤتمرات دولية، على تحديد ماهية الحركات البذيئة والتصرفات التي يجب اعتبارها 'غير محترمة' ووضع قائمة بها لكي تتم مراقبتها بروحية اسلامية موحدة.
3 ـ حث الجمعيات التي ينتمي اليها السيد الطبطبائي وغيرها من الجمعيات الدينية الأخرى، على التبرع للدول الاسلامية الفقيرة لانشاء مراكز لتعليم التحذير من تصرفات وحركات اللاعبين البذيئة.
4 ـ تنظيم دورات تدريبية اسلامية للمعلقين العرب في كيفية التنبيه على الحركات البذيئة والتصرفات غير الأخلاقية.
5 ـ الاتصال بمنظمات الكرة العالمية ومطالبتها بإدراج الحركات 'غير الاسلامية' ضمن المخالفات التي يستحق مرتكبوها بطاقات صفراء عليها، وحمراء في حال تكرار ارتكابهم لها.
6 ـ القيام، اعتبارا من دورة المونديال المقبلة، بتوزيع منشورات ومطبوعات على كافة فرق العالم غير الاسلامية المشاركة، نبين لهم فيها بالكلمة والصورة الحركات البذيئة والتصرفات غير الأخلاقية التي عليهم تجنب القيام بها، أما الفرق الاسلامية فهي، والحمد لله، محصنة من مثل هذه التصرفات.
7 ـ وبما اننا انشغلنا أخيرا بمتابعة المونديال، بحيث اصبح هناك خوف من ان ننسى في غمرة ذلك أداء واجباتنا الدينية، اضافة الى امكان ان تقوم اسرائيل باستغلال الفرصة والقيام بالاعتداء علينا، كما ذكر السيد الطبطبائي، فإنني اقترح انتهاز فرصة انشغال الاسرائيليين بمشاهدة مباريات كرة القدم المهمة الأخرى، حيث انهم بشر مثلنا، ومباغتتهم بهجوم صاعق نحرر فيه ما اغتصب من أرضنا!.
وأورد بهذه المناسبة الطرفة التالية التي وردتني عبر الانترنت:
لاحظ أحد مشاهدي مباريات المونديال النهائية الأخيرة، وجود كرسيين مميزين في واحد من أحسن مواقع المدرج، وبسبب خلو أحدهما ذهب للجلوس عليه بعد ان استأذن الشخص الذي كان يجلس في الكرسي الآخر الذي أذن له بالجلوس بالقول ان الكرسي يعود لزوجتهِ والتي كانت تصاحبه لمشاهدة كل مباراة مونديال منذ 30 سنة، ولكنها تخلفت هذه المرة بسبب وفاتها، فسأله عما إذا كان لديهم أبناء أو أقارب أو اصدقاء، فقال الرجل ان زوجته كانت تنتمي الى أسرة كبيرة ولديها أبناء وأحفاد واخوة واخوات، فسأله الآخر عن السبب في عدم دعوة أحدهم لمشاهدة المباراة من هذا الكرسي غالي الثمن والمميز، فقال الرجل انهم جميعا موجودون في المقبرة لإتمام مراسم الدفن.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top