هل يفعلها الشيخ صباح؟
تقوم المعاهد الدينية بتخريج المئات سنويا من الرجال والنساء ممن بلغوا الثامنة عشرة فما فوق، وترميهم في سوق العملِ كما تقوم كلية الشريعة في الجامعة بتخريج أعداد مماثلة من خريجي الشريعة ممن بلغوا الثانية والعشرين من العمر فما فوق، وترميهم كذلك في سوق العملِ إضافة الى ذلك تقوم الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، ومن خلال قسم التربية الإسلامية، بتخريج أعداد مماثلة من الطلاب والطالبات ممن بلغوا العشرين وما فوق، ممن أنهوا دراسة علوم القرآن والتجويد، وترميهم في سوق العمل كبقية أقرانهم.
من حق أي فرد منا، ذكرا كان أو أنثى، التساؤل عن مصير آلاف الطلاب والطالبات بالذات، الذين يتم تخريجهم سنويا من كل هذه المعاهد والكليات والمدارس، هذا، غير أولئك الذين ينهون سنويا دراساتهم في التخصصات نفسها من المعاهد والجامعات السعودية والمصرية والسورية.
ويبدو الامر أكثر غرابة عندما نعلم أن وزارة الأوقاف قد قامت مؤخرا، والفرح والسرور يملآنها، بالتعاقد مع 170 مؤذنا من الجنسية المصرية للعمل في مساجد الدولة بسبب نقص، أو عدم توافر هذه الخبرات لدينا، وبعد ان توقفت الأصوات الأفغانية عن القدوم إلينا لأسباب أمنية وفنية، رجال الداخلية وشؤون الموظفين في الأوقاف أدرى الناس بماهيتها.
ومن الغريب ان ليس هناك من يود، أو يجرؤ، من بين عشرات المسؤولين التربويين في الدولة، على التساؤل عن مصير كل هذه الآلاف المؤلفة من الطلاب والطالبات الذين سيتخرجون في السنوات الاربع المقبلة على الاقل، أو عن الكيفية التي سيتم بها استيعابهم في سوق العمل، وغالبيتهم ترفض العمل في المجال الذي تخصصت فيه لأربع سنوات أو أقل من ذلك بقليل، وتكره كره العمى العمل كمؤذنين أو حتى أئمة مساجد.
ان الامر بالغ الخطورة ويحتاج الى نظرة من مسؤول سياسي في ثقل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، بعد ان فشل الآخرون لسبب يتعلق بالارهاب الديني، أو بنظرية 'ما كاري' عن التدخل في الأمر، ولهذا نوجه نداءنا اليه، ونرجو منه فقط طلب بعض الأرقام، وبعدها سيكون له موقف مختلف تماما من هذا الموضوع التربوي والأمني والإنساني الخطيرِِ فهل يفعلها الشيخ صباح؟ِِ نأمل ذلك.
أحمد الصراف