أصالة الشيباني وشعوبية الصراف

نشر السيد محمد الشيباني مقالا قبل أيام في 'القبس' بدأه بالفقرة التالية نقلا عن أحد كتبه الصفراء التي يهتم كثيرا باقتنائها ونفض الغبار عنها: 'لا شيء أقبح من الكذبِ وما ظنك بعيب يكون الكفر نوعا من أنواعهِ فكل كفر كذبِ فالكذب جنس، والكفر نوع تحتهِ والكذب متولد من الجور، والجبن، والجهل، لأن الجبن يولد مهانة النفس والكذاب مهين النفس، بعيد عن عزتها'.

سبق ان قمنا قبل فترة، وفي أوج قضية السيد شفيق الغبرا، الملحق الإعلامي الكويتي في واشنطن، بكتابة مقال انتقدنا فيه ما ورد في مقال سابق للسيد الشيباني من هجوم مقذع على السيد الغبراِ وكان من الممكن ان لا نتولى الرد عليه نيابة عن السيد الغبرا، مثله مثل العديد من الكتاب الآخرين، ولكن ما أثارنا وآلمنا كثيرا، وحز في نفوس الكثيرين منا ما ورد في مقاله من غمز ولمز، يفتقر الى الحد الأدنى من الكياسة والذوق، عن أصول السيد الغبرا الفلسطينية، وتساؤله عن السبب في اختياره ممثلا إعلاميا في أهم عواصم العالم بالرغم من أنه ليس من 'عيال بطن الكويت'!
لم يعجب كلامنا السيد محمد الشيباني، فقام بكتابة فقرة في مقال تال له وصفنا فيه ب'الشعوبي المستتر'! والشعوبية، لمن لا يعرف، وربما يكون السيد الشيباني أحدهم، تسمية تطلق على كل تيار معاد للحضارة العربية ومحتقر لقيمهاِ ولم أكن أعلم، حتى هذه اللحظة، أنني شعوبي ومعاد للحضارة العربية ومحتقر لقيمها لمجرد أنني بينت للسيد الشيباني خطأه في السخرية من أصل مواطن كويتي، ووصفه بأنه ليس من عيال بطنها، فهل يمثل السيد الشيباني الحضارة العربية وقيمها ونحن لا نعلم؟
دعونا نعود إلى بعض ما سبق ان سطره قلم هذا الكاتب، المتخصص في العلاج بالرقية الشرعية، والذي يصف نفسه بالداعية لمكارم الأخلاق، والذي يدعي بأنه يتعامل مع الجميع من دون تمييز والكاره للتنابذ بالألقاب، لنرى عينة من آرائه ونقارنها بما سبق وان ذكره في حقنا وحق مواطن كويتي وأستاذ أكاديمي يفوقه علما وأدبا.
يقول السيد الشيباني في عدد (القبس تاريخ 27/12/1998): 'ِِ أتعامل مع الجميع دون تمييزِِ وكل مواطن أخي في الإنسانية(!)'.
ويذكر الفقرات التالية في مقال آخر له نشر بتاريخ 29/4/:1999
1 ـ ِِ لم نفكر يوما بتمييز إنسان على آخر وجنسية على أخرى فكل عندنا الكويتي والعربي والغربي واحد (!).
2 ـ ِِ فما كنا نفاضل فلانا على فلان إلا بالعلم والتقوى (!).
3 ـ ِِ أكثر ما يعكر صفو جمعنا ويعكر علينا تآلفنا إذا قال واحد منا أنا كويتي (!).
4 ـ ِِ وتذكيرهم بمكارم أخلاق رسولنا الذي التف حوله الفارسي والرومي واليهودي والعربي والحبشي والأبيض والأسود والأصفر والأحمر(!).
5 ـ ِِ التنابذ بالألقاب فسوق بعد الإيمان(!).
6 ـ إن على الدعاة من أمثالنا أن يردوا بالمعروف(!).
وهكذا نكتشف حقيقة المتسترين بالدين، الذين يدعون بأنهم يدعون إلى مكارم الأخلاق! يرجى إعادة قراءة الفقرة الأولى من مقالنا هذا، ولا تعليق أكثر من ذلك.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top