من هو الطرف الكاذب؟
يتهمون الليبراليين بالكفر والزندقة والتطرف والاباحية والانحطاط، ويلصقون أكبر وأحقر منها بالعلمانيين، ويصفون كل من ينتمي لاي تيار غير تيارهم بأنه ضد الدين وضد الشريعة وضد المنطق وضد الحق وضد رجال الدين وضد الجمعيات الخيرية.
ووصل الامر بأكبر مسؤول اداري عن العدل في البلاد، وهو وزير العدل والشؤون الاسلامية، الى درجة وصف فيها كل المخالفين لنهج الجمعيات المسماة بالخيرية بانهم وبمنتهى البساطة، 'بلا ضمير'!!.
وقبول اطلاق كل هذه الاوصاف المذكورة اعلاه يعني، بصورة تلقائية، ان صورة الطرف او الجانب الآخر المضاد لها، ايا كان هذا الطرف الآخر، يجب ان تكون مخالفة تماما لكل ما ذكر من اوصاف اعلاه مما يعني ان الاحزاب الدينية المسيسة والمنتمين لها ما هم الا انصاف ملائكة، او ربما في بعض الحالات من الملائكة!! فهم من يمتلكون 'الضمير' وهم المحقون دائما وهم الشرفاء والوسطيون والمسلمون المؤمنون الخاشعون التائبون الخائفون من الله العابدون الطيبون الطاهرون!!.
فاذا كان الامر كذلك، وربما يكون كذلك، ونحن لا نعلم، فلماذا اذا يصر الكثير من الجمعيات واللجان الخيرية على الكذب علنا المرة تلو الاخرى، وتقول بانها قد ازالت كافة اكشاك التبرعات؟! ولماذا تصر على القول بانها تتعاون مع الجهات المنفذة وبانها ملتزمة بقرارات لجنة تنظيم العمل الخيري، وهي تعلم وتدرك بان ما تقوله كذب ولا شيء غير ذلك! وهل يبرر حرصها وسعيها الدائب والحثيث لجمع اكبر قدر من اموال التبرعات والتسابق عليها ان تكذب احيانا وتتكاذب احيانا اكثر؟.
سؤال نوجهه لمن لا يزال يعتقد بعذرية وصفاء نية غالبية العاملين في الانشطة الحزبية الدينية.
احمد الصراف