الماجد والتراث والاصلاح والامية في الوطن العربي
لم اعتقد يوما ولا اعتقد ان عاقلا صدق في يوم من الايام ان كلا، او حتى جزءا يسيرا، مما قامت الجمعيات واللجان الخيرية بجمعه من اموال طائلة طوال العقود الثلاثة الاخيرة قد انتهى لاعمال وافعال الخير!!
***
نقل عن وزير خارجية حكومة طالبان، السيد وكيل احمد، الموجود حاليا في قبضة القوات الاميركية في افغانستان، واثناء زيارته لدولة 'قطر' في شهر ابريل 2001، قوله بانه يرى مؤسسات غربية غير اسلامية تعمل في افغانستان، لكنه لا يرى جمعيات خيرية من دول اسلامية، وان هذا امر مؤسفِ (الحياة 8/4/2001).
***
اجرت 'القبس' (25/2/2002) مقابلة ممتعة مع رجل الاعمال الاماراتي والمحسن الكبير السيد جمعة الماجد، عرض فيها مجموعة من الوقائع والمعلومات التاريخية المهمة، واتسم اللقاء بالكثير من العفوية والصراحة التي لا يستطيع اي كان التحدث بها ما لم يكن واثقا بنفسه غنيا بفهمه، مدركا ومستوعبا لما يقول.
يعترف بانه غير متعلم وليس عنده شهادة ابتدائية، ولكن هذا لم يمنعه من الاهتمام بالتعليم عموما والثقافة بشكل خاص، حيث أنشأ 'مركز الماجد للثقافة' وكانت نواته محتويات مكتبة سورية كاملة اشتراها بمبلغ كبير في حينه (بداية السبعينات) وموظفين اثنين لادارة المركزِ يبلغ عدد موظفي المركز حاليا مائة موظف ويحتوي على عشرة الاف مخطوطة من المغرب قام فريق عمله بشراء البعض منها وتصوير البقية صفحة صفحةِ وفي المركز ايضا خمسون الف مخطوطة اخرى على المايكروفيلم في شتى المواضيعِ كما يحتوي المركز على 13 الف كتاب باللغة الفارسية وثلاثمائة الف كتاب آخر باللغة العربية وثمانية آلاف رسالة دكتوراه وماجستير و3200 مجلة ودورية (!).
اضافة الى مشروع المركز، يقوم السيد الماجد بالصرف على عدد من المدارس يتجاوز عدد طلبتها 6500 طالب يتعلم نصفهم على نفقته الخاصة، بكلفة سنوية تتجاوز 45 مليون دولار.
كما انشأ في دبي 'كلية الدراسات الاسلامية والعربية' بمستوى جامعي مرتبطة بالازهر.
***
ذكرت منظمة اليونيسكو، في اخر تقرير لها عن التعليم في العالم، ان عدد الاميين في البلاد العربية يبلغ 60 مليون نسمة!! غالبيتهم من النساء والفتيات!!
وعلى ضوء تصريحات وزير خارجية 'طالبان' السابق وتقرير اليونسكو واعمال جمعة الماجد الا يحق لنا ان نتساءل عن مصير مئات ملايين الدنانير التي تم جمعها من قبل عشرات الجهات الرسمية والوهمية؟
ولماذا اصر الجماعة على الادعاء بانها صرفت في مجاهل افريقيا، حيث لا كتاب ولا حساب و'لا من شاف ولا من دري'؟!
ولماذا الاصرار والادعاء بان عشرات آلاف الآبار قد حفرت هنا وهناك بأموال 'الخير' لو لم تدرك هذه الجمعيات بان احدا ما سوف لن يقوم في يوم ما بعدها وحصرها ومحاسبتهم عليها!!
ولماذا كل هذه التباكي على احوال الدين، وهو بالف خير، وبين اهالينا 60 مليون امي لا يعرفون الكتابة ولا القراءة؟
أليس هذا منتهى الكفر، يا من استمرئتم اتهام الناس بالكفر؟