أنا كويتي من عيال بطنها
سوف لن أذكر اسمك لكي لا أزيدك غرورا، بعد كل ما أبديته من تعال بسبب حملك لجنسية كويتيةِ كما أنني لم أكن أود الإشارة لكتاباتك لكي لا تعتقد ولو للحظة بأن ما تكتبه يستحق القراءةِ ولكن ما سببه مقالك الأخير من ألم وجرح لمشاعر الكثيرين أجبرني على ان اكتب هذه الملاحظة، بعد ان فات على محرر الصفحة شطب ما طفح به مقالك من حقد وعنصرية وغطرسة، ولكي أبين لك حجم خطئك وخطيئتك في حق الآخرين عندما طالبت وزير الإعلام قبول استقالة الدكتور شفيق الغبرا، لا لشيء إلا لأنه ليس كويتيا بالتأسيس، أو كما ذكرت بأنه ليس من 'عيال بطنها'!!
من المؤسف جدا أنك لم تتردد للحظة واحدة، مع كل ما تدعيه من تدين وعلم وفهم، في الغمز واللمز والسخرية من قناة فئة كبيرة من المواطنين الكويتيين، والادعاء عليهم بعدم الأهلية والكفاءة والإخلاص لتولي المناصب والمراكز، لا لشيء إلا لأنهم ليسوا من وجهة نظرك من 'عيال بطن' الكويت!!
لا أدري ما هي المعايير التي اتبعتها في تصنيف المواطنين على اساس 'عيال بطنها' و'عيال غير بطنها'؟ ولكني سأفترض انك تتهم كل من حصل على الجنسية الكويتية في فترة لاحقة لحصولك عليها لا يستحق ان يمثل الكويت، وان 'عيال بطنها' هم الأشرف والأقدر والأفهم والأصلح!!
هل فكرت ولو للحظة، وقبل ان تطعن في وطنية مواطن مخلص وشريف، في آلاف المساجين الذين تضمهم جدران السجون من قتلة ومجرمين وأن فئة كبيرة منهم من 'عيال بطنها'؟
وهل خطر على بالك أن من جرم وسجن لمحاولته قتل نائب ومواطن شريف هو من عيال بطنها؟
وهل تذكرت ان كل اولئك الذين سرقوا الكويت محتلا ومحررا كانوا ولا يزالون 'من عيال بطنها'؟
وأن من فتك بآلاف الأرواح البريئة من تجار المخدرات هم في غالبيتهم من 'عيال بطنها'؟
وهل تعلم ان من قتل رجال الأمن واعتدى على حرمات المنازل وحطم دور العبادة المختلفة وفجر المحلات التجارية واعتدى على المواطنين والمقيمين هم من 'عيال بطنها'؟
وهل نسينا أن من أصبح ناطقا باسم تنظيم القاعدة، وكل اولئك المحاربين والمؤيدين للارهاب والارهابيين والمدانين بخيانة وطنهم وأمتهم ودينهم هم من 'عيال بطنها'؟ ومنذ متى كان مجرد انتماء فرد ما لجنسية معينة كافيا لكي يجعله مؤهلا لأي شيء أصلا؟ لقد سخرت في مقالك من 'جمعية الصداقة'، ولم تدرك انه من اجل القضاء على كل ما تمثله من فكر متطرف وغلو في العنصرية وتحيز نابع من اعتقاد بأفضلية 'عيال بطنها' على غيرهم من المواطنين والمقيمين، من اجل كل ذلك وسعيا للقضاء على ذلك التكبر الذي عشش في أذهان الكثيرين، ومن اجل اعادة الكويت لما كانت تتسم به من تسامح، من اجل كل ذلك تطلب الأمر الدعوة لتأسيس الجمعية الكويتية للصداقة!!
فهل من يدرك؟
أحمد الصراف