عبدالمحسن المدعج * 10
أعترف بأنني من المعجبين بالنائب عبدالمحسن المدعج، بالرغم من عدم معرفتي الدقيقة به، ولهذا جاء الاعتراف في بداية الجملة.
يتصف هذا الرجل بدماثة خلق واضحة، ويتسم بطبع هادئ، كما يشتهر، بالدقة في اختيار كلماته ويحسن انتقاء ألفاظه ولا يميل لكثرة الكلام.
من قراءاتي المستمرة لمحاضر مجلس الأمة أقف دائما امام ما يقوله هذا الانسان، وأشعر براحة نفسية وأنا أنطلق معه في التوصيات والاقتراحات التي يقوم بطرحها أو في الآراء التي يقوم بمناقشتها، وأشعر بقرب منه وأنا أسمعه يدلي بآراء بحجم آلام هذا الوطن الصغير، ويشخص الكثير من العلل التي لو أخذ، ولو بجزء منها، لأصبحت الكويت غير ما هي عليه الآن من تخلف وشرذمة وتفرقة وتقسيمات وتصنيفات مهلهلة، متخلفة وبالية.
وفي لقاء معه نشر في 'القبس' في بداية العام الحالي سرد النائب المدعج مجمل آرائه السياسية التي يؤمن بها، والتي من الصعب على أي عاقل الاختلاف معها بطريقة أو بأخرىِ فهو يعتقد بأن تركيبة الدوائر الانتخابية التي وضعت عام 81 لم توضع الا لأغراض سياسية تم من ورائها تكريس القبلية والفئوية والطائفية، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على العملية الديموقراطيةِ كما أنه لم يوافق يوما على أسلوب تشكيل الحكومات والذي كان دائما يتم على معادلات طائفية وفئوية وقبلية ايضا، دون ان يكون لأي من هذه المجموعات برامج أو أهداف او خطط سياسية.
ووصف السيد المدعج في تلك المقابلة الأوضاع السياسية في البلاد بأنها سائبة، فهناك وزراء يرضون النواب على حساب المصلحة العامة، ونواب يرضون ناخبيهم على حساب الوطنِ ويرفض السيد المدعج محاولات بعض الجهات والافراد أخذ الدين غطاء لأعمالهم، وأنه لا يجوز حشر الدين في العمل السياسي ومناوراتهِ كما هاجم السيد المدعج في مقابلته تلك قانون منع الاختلاط الذي صدر عام 96، وذكر بأن محاولة تقييد التعليم الخاص به أضرت بنا كثيرا، وجعلت الجامعات المحترمة تحجم عن العمل في البلاد وما لهذا من تأثير كبير على العملية التنموية والأمنية للبلاد.
تحية من القلب للنائب عبدالمحسن المدعج.
وأعتقد أنه لو كان لدينا عشرة من أمثاله في المجلس النيابي، ومن خلفيته بالذات، لكانت حالنا وحال المجلس وحال هذا الوطن، ككل، غير حال.
احمد الصراف