سود وقائعك فاشل انتقادك

بدون مقدمات أو اعترافات، انا من المعجبين بقناة الجزيرة، ومن متابعي برامجها بشكل شبه يوميِ وسبق أن دعيت ولخمس مرات متتالية، وخلال فترة قصيرة نسبيا، للمشاركة في برامجها الحوارية، تحققت منها واحدة، واعتذرت عن قبول ثلاث، وقبلت المشاركة في اخرى، ولكن رفض المحاور الآخر مشاركتي معه في برنامج 'الاتجاه المعاكس'.
تم توجيه الدعوات لي على الرغم من علم ومعرفة مسؤولي القناة بأنني كنت من النشطاء الذين أقاموا عليها دعوى قضائية امام المحاكم الكويتية، تعلق موضوعها بما ادعاه أحد مقدمي برامجها من قيام الكويتيين باذابة للعراقيين والفلسطينيين بعد التحرير بمادة الأسيد.
إن الجلوس امام مجموعة من كاميرات التلفزيون، وفي جو شبه معاد لك وفي برنامج حواري يقدم على الهواء مباشرة، ويزيد عدد مشاهديه عن الخمسة والثلاثين مليونا، وفي مواجهة خصم لا تعرف عنه الشيء الكثير، وبوجود مقدم برامج اشتهر بعشقه للهفوات وبحثه الدؤوب عنها، عملية ليست بالهينة، وتختلف كثيرا عن دور المشاهد الذي يستمع لمثل هذه البرامج وهو متكئ على أريكة وثيرة أمام جهاز التلفزيون وفي أمان منزله أو رحابة 'ديوانيته'، وبيده استكانة شاي يرشف منها ما لذ له وطاب، ثم يعدل من جلسته بعد انتهاء البرنامج ويباشر باعطاء النصائح وتعداد الهفوات والتعليق على الزلاتِ وما أن يقتنع بما قاله حتى يقوم من فوره بالامساك بالقلم والبدء بتسطير مقال يصف فيه زميلا له بالفشل أربع مرات في مقال طويل لا تزيد عدد فقراته الايجابية عن ثلاث!.
إن الانتقاد سهل والهجوم أسهل، وادعاء المعرفة مغر، ولكن كل هذه الامور تنكشف ويظهر المرء على حقيقته امام عيون كاميرات تلفزيونية لا ترحم ولا تعرف المجاملة تقوم بتسجيل كل رمشة عين وبلعة ريق واحمرار وجنة.
إن قناة الجزيرة موجودة وتقول لكل من يعارضها: 'هذا الميدان يا حميدان'.
أما أن نصر على شتمها ومعارضة ما يعرض فيها وانتقاد برامجها وتسفيه مواضيعها، ثم الحرص بعد كل ذلك على متابعة برامجها 'السخيفة' وانتقاد مقدميها 'المتحيزين' واتهامها بالعمالة والخيانة فهو التناقض بعينه!.
إن امامنا احد أمرين: إما التحول عن تلك القناة واعتبارها كائنا لم يكن أصلا، والتوقف بالتالي عن انتقادهاِ أو التصدي لما يعرض فيها والمشاركة في برامجها الحوارية مع استعداد الجهات الحكومية التام، والاعلامية بالذات، لتزويد كل مشارك بالمعلومات المطلوبة عن موضوع الحوار أو الحلقة، وتجهيز ملف كامل عن تاريخ كل محاور خصم، والمشاركة في المداخلات المناسبة والمؤيدة لوجهة نظر الكويت!.
بخلاف ذلك فالفشل سيكون حليفنا دائما، وسنعجز ان نكون حتى ظاهرة صوتية!.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top