طبخ وشي تارك الصلاة

مقال منع من النشر
طبخ وشي تارك الصلاة
بالرغم من كل ما أحاط تأسيس الجامع الأزهر في القاهرة، كمدرسة دينية أنشأت في عهد الفاطميين، من خلاف عن تاريخ تأسيسه والغرض منه، إلا أنه، وجامع القيروان في تونس، يعتبران من اقدم المؤسسات الدينية والتعليمية لدى المسلين. فقد أنشأ "جوهر الصقلي" الأزهر، الذي سمي ربما تيمنا بالسيدة فاطمة الزهراء، أنشأ لنشر المذهبي الشيعي، ولكنه تحول بعد انهيار دولة الفاطميين لمعقل تدريس للسنة، بمذاهبه الأربعة، كما تطورت وظيفته من دينية بحتة، ليصبح جامعا لأكثر من مادة تعليمية، ومركز إفتاء رسمي! ومع انقلاب 1952 أصبح مؤسسة حكومية يعين رئيس الجمهورية شيخها الأكبر، ومفتي الجمهورية، وهم بالتالي موظفون رسميون يأتمرون بأمر غيرهم، وبالتالي فقد الأزهر سلطته السياسية تماما واحتفظ ببعض من هيبته الدينية، وهذا حوله لمؤسسة داجنة، ومع هذا كان للأزهر فضل كبير في الحفاظ علي التراث العربي، بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، كما كان له فضل في حماية اللغة العربية من التتريك أيام الحكم العثماني لمصر، وحتى في عهد محمد علي! كما كانت لقلة من شيوخ الأزهر مواقف مشهودة عبر التاريخ. وبالرغم من كل ما امتازت به المؤسسة الأزهرية من محافظة، أميل للوسطية، إلا أن قوى التطرف تمكنت في السنوات الثلاثين الماضية من التسلل لها، كغيرها من المؤسسات الدينية، واصبحت مقررات جامعتها تتضمن أمورا في غاية الخطورة وذات تأثير كبير على الدارسين بها، وقد كشف مقدم البرامج المبدع "محمد الغيطي" في حلقة تلفزيونية أن كتاب دين مقرر حاليا على الصف الثالث الثانوي، أي ممن هم في السابعة عشرة من العمر، تضمن نصوصا تجيز للمسلم اكل لحم أخيه المسلم، أن اضطر لذلك، ولكن عليه أن لا يطبخه ولا يشويه، لأن للجسد حرمة! كما أن للمسلم حق قتل المرتد عن دينه وتارك الصلاة، واكل لحمهما، بعد طبخه أو شيه على النار! ويحق له أن يقوم بذلك دون الرجوع للحاكم. كما من حقه قتل الزاني المحصن ومن عليه قصاص، وحقه لا ينازع فيه، حتى لو لم يأذن بذلك الإمام أو الحاكم!!

لقد ذكرنا وكررنا، بأن مشكلتنا الأزلية تكمن في التعليم فطالما أن تعليمنا متخلف فسنبقى متخلفين، والتعليم المتطرف لا يمكن إلا أن ينتج عن متعلم متطرف، وهكذا! والآن نتمنى أن يتصدى "عاقل" لهذا الكلام ويقوم بفعل شيء، ولو أنني على ثقة بأن لا أحد سيلتفت لهذا الكلام الآن، ولكن عندما يصبح الوقت متأخرا جدا، سيقول البعض يا ليتنا اتعضنا وتعلمنا.

الارشيف

Back to Top