سقوط لا يليق
سبق ان كتبنا مستغربين ومنتقدين ذلك التشفي الغريب الذي ابداه الطبيب البشري السيد ساجد العبدلي لمنظر الموتى من الجنود في فيلم 'بيرل هاربر'، وحادث المدمرة الاميركية في خليج عدن لا لشيء الا لانهم اميركيون!.
كان ذلك في يونيو الماضي، ومنذ ذلك التاريخ اظهر السيد الطبيب العبدلي مواهب اخرى في الشتم واللطم والتعدي على الآخرين، وكال مختلف التهم لهم، وتناسى كليا ما يفرضه عليه انتماؤه للسلف الصالح من ضوابط، وما يتوقعه المرء من طبيب ملتزم يؤمن بالرحمة والمودة.
كتب دِ العبدلي مقالا قبل ايام رد فيه على احد منتقديه وذكر فيه الفقرة التالية: 'لا ديني ولا اخلاقي ولا اصلي ستسمح لي بالنزول الى مستواه الرخيص! (اي مستوى ذلك الكاتب الذي ذكر بانه تهجم عليه) ولن استطيع ان اشتم كما شتم هو، ولن استطيع ان اقول شيئا عن اصلهِِ' الى هنا والكلام مقبول، وليته توقف عنده، إذا لشكرناه على روحه الرياضية ولرفضه الرد على من اساء اليه، ولربما فكرنا في الاعتذار منه على ما سبق ان كتبناه في حقه!، لكنه تجاوز كل ذلك وذكر امورا جعلتنا نشعر بأسف شديد على ذلك المستوى غير المتوقع الذي انزل نفسه الىه مختارا باصرار وتعمد، فقد ذكر مجموعة من الاعراض الجانبية التي تصيب مرضى السكر، بدون استثناء، وتأثير المرض على اعضائهم التناسلية، وما يؤدي اليه من ضعف جنسي وعدم قدرة على الممارسة الجنسية مطلقا للمصابين به من الذكور، وكيف ان هذا المرض يتجاوز آثاره الفسيولوجية، بحيث يصل تأثيره وبشدة على حالة المريض النفسية، وكيف ان اهمية هذه النقطة تكمن في ان المريض بالسكر غالبا ما يغفل المحيطون به عن هذا الجانب النفسي وذلك لتكتمه الشديد عن مسألة ضعفه الجنسي لذا يجب، برأيه، ملاحظة اي تغيرات نفسية على هذا المريض!.
من الواضح ان طبيبنا - الانسان - ترفع في الفقرة الاولى من مقاله عن الرد على من تهجم عليه، ولكنه سقط كطبيب وكانسان سقطة كبيرة عندما قام بالرد على غريمه بتلك الطريقة التي خلت من الحصافة وافتقدت لادنى درجات الكياسة في المخاطبة.
ان صدور هذا الكلام من سفيه امر معقول، وصدوره من عاقل امر متوقع على مضض، ولكن ان يصدر مثل هذا الاتهام الذي يتعلق باخص خصوصيات الناس ومن طبيب اقسم امام ربه ونفسه ان يكون امينا في عمله، فهو امر لا يمكن تقبله، ولو كنت مسؤولا لما ترددت في احالة امره الى لجنة تحقيق لا لشيء الا لمعرفة الكيفية التي توصل بها لمعرفة ضعف غريمه جنسيا(!) وكذلك بسبب ذلك التعميم الخطير الذي اطلقه والمتعلق باصابة كل مرضى السكر بعجز جنسي بصورة تلقائية وبدون استثناء.
والمعروف علميا واحصائىا ان نسبة العاجزين جنسيا من الرجال عموما لا تتجاوز العشرة في المائة ونسبتهم بين المصابين بداء السكر لا تزيد عن 20%، فكيف اجاز هذا الطبيب لنفسه تجاوز هذه الحقائق والطعن في سمعة وكرامة كل مريض بالسكر، فقط لكي ينتقم، بصورة مخجلة، ممن لا يتفق مع آرائه؟.
ان هذا الكلام الذي نشر في صحيفة محلية سوف لن يمر بدون مساءلة قانونية وقضائية سيسمع بها قريبا، فكرامة الكثيرين قد اهينت بدون ذنب جنوه.
أحمد الصراف