فقد عزيزين كبيرين

فقدت الكويت في اقل من اسبوع اثنين من خيرة شبابها من المميزين في اكثر من مجال.
كان الفقيد الاول الاكاديمي المعروف والكاتب الصحفي سيف عباس الذي رحل عنا فجأة، كما يحدث دائما مع أعز الناس واقربهم اليك.
ذهبت لعزاء الفقيد سيف عباس ومكثت هناك دقائق معدودة وما إن اخذت مكاني حتى بدأت كعادتي بالتمعن والتفرس بوجوه الحضورِ وهنا تبين لي ان ما حاول الفقيد جاهدا تحقيقه في حياته، ونجح في ذلك جزئيا، قد تحقق بصورة رائعة وكاملة في مأتمه!! فقد اجتمع هناك، وفي رحاب مكتبة جامع النقي بالدسمة، المئات من محبيه وتلامذته وزملائه في الجامعة والصحافة وأصدقائه ومعارفه، وما اكثرهم، سواء من السلك الدبلوماسي او السياسي وحتى العسكريِ وكنت تشاهد في الداخل والخارج كل ألوان الطيف الديني والمذهبي والسياسي في الدولة دون استثناء فقد كان مأتم ابي عمر مأتما للكويت كلها، فقد كان مثال الانسان الخلوق والمحارب الصلب في قضايا حقوق الانسان والحرية والدفاع عن الدستور.
أما الخسارة الثانية، التي اصابتنا في اقل من اسبوع، فكانت في فقد فهد صالح الشايع ذلك الإنسان الهادئ والمتزن الليبرالي الاتجاه والموقف وصاحب الفكر المستنير، الذي كان بالرغم من خلفيته الاقتصادية والمالية، مطلعا على الكثير من المعارف، شغوفا بالقراءة الجدلية منها بالذات، محبا للنقاش في مختلف المواضيع ولا اذكر يوما أنني مللت من مجلسه او شعرت بأن ما كان يتحدث به غير منطقي او مألوف.
إنني اشعر حقيقة بالحزن على فقد هذين الكبيرين وعسى أن نرى طيفيهما في من تركا وراءهما من ذرية متعلمة وصالحة.
***
ملاحظة
تحتفظ اللجنة المنظمة لمباراة تنس الطاولة التي جرت مؤخرا في الجابرية بحقها في الرد على ما أشيع من افتراءات تتعلق بطريقة تنظيم المباريات واسلوب التحكيم والادارة!!
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top