قصة 'الاخوانجي المجاهد'
في لقاء تلفزيوني جمع عددا من الاكاديميين ورجال دين واساتذة علم نفس في برنامج عماد الدين اديب لمناقشة المشكلة الافغانية وطريقة تفكير اسامة بن لادن، ذكر السيد رضوان السيد، استاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية، انه سبق ان رافق عبد الله عزام، الذي افاض اسامة بن لادن في الثناء عليه ومدحه وقال عنه انه رجل بأمة وان نساء المسلمين عجزن عن ان يلدن مثله، وذلك في المقابلة الشهيرة لبن لادن مع قناة الجزيرة (7/10/2001)، رافقه في رحلة إلى اليمن في الثمانينات لالقاء المحاضرات والمشاركة في الدعوة لنصرة 'المجاهدين' الأفغان وتأييد حربهم ضد الغزاة السوفيتِ وقد وجه احد الحضور في ندوة من تلك الندوات سؤالا لعبد الله عزام عن السبب الذي جعله، وهو الفلسطيني، ينسى قضية وطنه ويتفرغ للانخراط في حركة المجاهدين الأفغان؟؟ فقال له عبدالله عزام، وعلى ذمة السيد مروان السيد، الباحث والاكاديمي الإسلامي المعروف، ان القدس ليست قضيته الأولى، كما انه يرفض محاربة اليهود تحت لواء النصارى والشيوعيين!! في اشارة منه إلى المنظمات الفلسطينية التي كانت بقيادة الشيوعيين المسيحيين نايف حواتمة وجورج حبش!!
وقد نشرت 'السفير' اللبنانية 26/10/2001 مقالا بقلم صقر ابو فخر تحدث فيه عن الخوارق والخرافات من جنين إلى افغانستان، كشف فيه الكثير من اسرار حياة عبدالله عزام الذي وصفه ب 'الاخوانجي المجاهد' الذي قتله المجاهدون.
يصف ابو فخر عبدالله عزام في ذلك المقال بانه اصبح نموذجا للمسلم المجاهد العالمي، وانه اصبح كذلك واحدا من اكثر مروجي الخرافات والخوارق، وذا تكوين ثقافي سطحي على غرار متخرجي كليات الشريعة في الجامعات العربية، وكتابه 'آيات الرحمن في جهاد الافغان 1984' حافل بالكثير من الخرافات التي اجتذبت حينها الكثير من الشبان اللاهثين وراء طمأنينة وجدانية من هذا المعيار، فأوهمهم بانهم يشاهدون الطير الابابيل وهي تسقط الطائرات السوفيتية وبأنهم سيرون بأعينهم كيف تحارب الملائكة بجانب المجاهدين!
لقد فقد عشرات آلاف الشباب العرب وغيرهم ارواحهم وحصدهم الرصاص كالدجاج المذعور وساهمت كتاباته في تغييب العقل حيث عاد من بقي من أولئك الشباب إلى بلادهم وهم يحملون افكارا وتكفيرا واحقادا وضغائن تبدو تجلياتها واضحة في المجازر التي ترتكب يوميا في الجزائر وفي مصر واليمن وباكستان والاردن.
المقال طويل ودسم ويستحق القراءة ويتيح الفرصة للاطلاع عن كثب على الفكر والتفكير السطحي لاساتذة قادة طالبان وتنظيم 'القاعدة' ِ وربما اكتشف سليمان ابو غيث، وغيره من الشباب المتحمس الذين غرر بهم، وهم قابعون الآن في حفر جبلية رطبة وباردة، مدى خطئهم وخطيئتهم في حق وطنهم واسرهم.
تعميما للفائدة وللراغبين من القراء في الحصول على نسخة من ذلك المقال طلب ذلك على الفاكس رقم 4754898.
***
ملاحظة:
تعقيبا على ما سبق ان ذكرناه في مقال سابق عن أحقية النائب في مجلس الأمة في الاحتفاظ بخمسة مساعدين له، وما ذكرناه من اشادة بدور البعض منهم في صياغة وطباعة وتوزيع وتقديم مختلف مشاريع القوانين، قام النائب عبد الوهاب الهارون بالاتصال بنا ليوضح ان عدد مساعديه اثنان فقط وليس خمسة كما سبق ان ذكرنا.
نشكره على هذا التوضيح ونأمل بأن يقتدي بقية النواب بهذا التخفيض الطوعي!.
أحمد الصراف