ملحمة الأرصاد الجوية

قمت بتسجيل المعلومات التالية من نشرة 'سيِانِان' عن حالة الطقس في الكويت: الثلاثاء الماضي: درجة الحرارة القصوى 30، الدنيا 16، الرطوبة 82%، تتشكل السحب ولكن احتمال سقوط المطر ضعيف، حالة البحر عادية والرياح خفيفة.
وفي المقابل قمت بالاتصال بالرقم 104 الخاص بحالة الطقس في الكويتِِ وهذا نص التسجيل الذي استمعت اليه:
بسم الله الرحمن الرحيمِِ الطقس المتوقع حتى الساعة السابعة مساء اليوم الثلاثاء الثاني عشر من رمضان عام الف واربعمائة واثنين وعشرين الموافق السابع والعشرين من نوفمبر عام الفين وواحد ميلادية، تكون درجة الحرارة حول معدلها (!!) والرياح متقلبة الاتجاه خفيفة السرعة وتتكاثر السحب تدريجيا مع فرصة لسقوط المطر في وقت لاحق وحالة البحر خفيف الموج، وارتفاع الموج من قدم واحدة إلى قدمينِِ، اعلى مد الساعة التاسعة والنصف صباحا وادنى جزر الساعة الثالثة ظهرا، علما بان هذا اليوم يقع ضمن فترة الحمل للتيارات المائية (!!) درجة الحرارة الكبرى اربع وعشرون درجة، ودرجة الحرارة الصغرى ثلاث عشرة درجة، موعد صلاة الظهر الساعة الحادية عشرة وست وثلاثين دقيقة وموعد صلاة العصر الساعة الثانية وثلاثين دقيقة وموعد صلاة المغرب الساعة الرابعة وخمسين دقيقة وموعد صلاة العشاء الساعة السادسة وعشر دقائقِِ والله اعلمِِ مع تحيات الطيران المدني- ادارة الارصاد الجوية، (انتهت النشرة).
وبمقارنتها بنشرة 'السيِانِان' نجد ان النشرة الكويتية مطولة وتحتوي على الكثير مما لا علاقة له بحالة الطقس وانها تتكون من 12 سطرا مقارنة بسطرين للنشرة الاخرىِ كما ان النشرة الكويتية لم تهتم اصلا بدرجة الرطوبة وهي من اساسيات اي نشرة جوية، وتم اقحام مواعيد الصلاة فيها وهو امر لا علاقة له بحالة الطقس!! وبالرغم من ذلك الاقحام نسيت النشرة ذكر موعد صلاة الفجر في نشرة يوم الثلاثاء 27/11 (!!)ِ.
وقد قمت بالاتصال بمدير الارصاد الجوية وسألته عن سبب اقحام مواعيد الصلاة ضمن النشرة الجوية فقال ان الامر اتخذ من منطلق زيادة منفعة المتصل، فأجبته بأنه وعلى هذا الاسبوع لماذا لم يضمن النشرة مواعيد اقلاع ووصول الرحلات الجوية ونشرة سوق الاوراق المالية!! ولم يعجبه كلامي بطبيعة الحال.
نحن لا نود التجني على احد ولا نهدف للتقليل من الاعلان عن مواعيد الصلاة ولكن لكل امر مكانه المناسب، وهذا التصرف لا يعني الا ان نفوذ جماعات التأسلم السياسي قد وصلت حتى الى النشرة الجوية!!
نرجو من الادارة العامة للطيران المدني اعادة النظر في صياغة هذه الخدمة الاعلامية المفيدة وجعلها اكثر اختصارا وتحديدا.

الارشيف

Back to Top