كشف التقرير السنوي لادارة رصد تلوث الهواء بهيئة البيئة ان هواء منطقة الجابرية ملوث بسبب وقوع المنطقة وسط اربع من اكثر الطرق السريعة ازدحاماِ كما ان فيها مجموعة من المباني التجارية الشاهقة والمؤسسات الخاصة والحكومية وعددا من المستشفيات والمدارس المكتظة بحيث ان حركة مرور السيارة داخلها ومنها واليها تعتبر الاعلى في الكويت لمنطقة في مثل حجمها.
* * *
ذهبت في الاسبوع الماضي للمشاركة في انتخابات جمعية الجابرية التعاونية، والتي كنت احد مؤسسيها عام 1985، وبالرغم من عدم اقتناعي بالصبغة الواحدة السائدة لمجلس الادارة وعدم وجود مرشحين من شرائح المجتمع الاخرى، الا ان الرغبة في المشاركة في العملية الديموقراطية طغت على حالة التردد التي تملكتني طوال ذلك اليوم.
ذهبت الى اجتماع الجمعية العمومية وانا اقدم رجلا وأؤخر اخرى ولكن بمضي الوقت اتسعت خطوة الامام على خطوة الخلف ووجدت نفسي في صالة مدرسية كبيرة تعج بالضوضاء وبمكبرات صوت اشفقت من سوء ادائها على صحة آذان الطلبة الدارسين في تلك المدرسة الواقعة في اكثر المناطق السكنية تلوثا.
ما ان انتهت الجمعية العمومية واقر التقريران المالي والاداري دون طول نقاش حتى ادرت وجهي محاولا التفرس في وجوه الحضور باحثا عن امر ما!! ثم ذهبت بعدها للادلاء بصوتي وايضا لاراقب شيئا ما، فتبين لي بعدها وبعد السلام والتمعن والتعرف على مجموعة من الوجوه الحميمة والمعروفة، ان النسبة التي استطعت التعرف عليها من المنتمين لغير صبغة اعضاء مجلس الادارة الحالي، ومن غير المنتمين لشريحة اي من الاسماء المرشحة لتلك الانتخابات، كانت اكبر بكثير مما توقعت وجعلتني اشعر بان ترددي في المشاركة لم يكن ذا معنى، كما شعرت ايضا بان الهواء لم يكن ملوثا، كما ادعت هيئة البيئة، وان المنطقة لا تزال صحية وقابلة للسكن.