رد على زبيد والكندري
كتبنا، ومن منطلق شديد اهتمامنا بالجسم الطبي، مجموعة من المقالات حذرنا فيها من وقوع جمعية الاطباء في الشبكة العنكبوتية للجمعيات الدينية الحزبية، وذكرنا في احدى تلك المقالات، وبعد ظهور نتائج الانتخابات الاخيرة للجمعية، ان هناك مخططا حزبيا يهدف الى 'دفع' عدد من اعضاء مجلس الادارة للاستقالة لافساح المجال لاعضاء احتياط اخرين للدخول مكانهم في مجلس الادارة ارضاء لكبار مسؤولي وزارة الصحة، التي تسيطر جمعية الاصلاح على الكثير من مقدراتها.
رد علينا دِ محمد الكندري في 'القبس' بتاريخ 20/8 واتهمني بانني كاتب توحي كتاباته بان لديه نقصا في المعلومات وترددا في الوصول الى مصدر الخبر(!!)ِ كما اتهمنا، كعادة غيره من العاجزين، بالتعصب الفكري! ولم يحدد دِ الكندري اسم المصادر التي كان يجب علينا اللجوء لها لكي يرضى عنا وعلينا.
كما كتب دِ محمد زبيد مقالا في 'الوطن' (27/10) قال فيه ان الاطباء يعرفون من يزود كتاب الزوايا بمعلومات مغلوطة للتشهير بمن يتجرأ على المنافسة!! وهنا أيضا لم يحدد دِ زبيد الجهة التي تمتلك المعلومات الصحيحة ولا الجهة التي كان يجب اللجوء لها للحصول على المعلومات الصحيحة! وهل كان يرغب منا مثلا اللجوء للصندوق الوقفي الذي صرف عشرة آلاف دينار على بحث القلب(؟!).
بإمكان دِ زبيد ودِ الكندري ورئيس الجمعية الطبية توجيه ما يحلو ويطيب لهم من اتهام لشخصنا المتواضع، ولكن ليس بامكانهم اتهامنا بان لنا مصلحة شخصية وراء الاستمرار في الكتابة عما يدور وراء كواليس الجمعية او توجيه تهمة الطائفية لنا، حيث اننا ابعد ما نكون عن مثل هذه الامورِ وعليه سوف نترفع عن الرد على مثل هذه النوعية من الكلمات والاتهامات التي آلمنا صدورها من اصحاب واحدة من اكثر المهن حساسية واهمية بالنسبة لجميع المواطنين والمقيمين، ولكن سنحيلهم للتحقيق، الذي نشر في 'القبس' (17/10) وعلى صفحة كاملة والمتعلق باستقالة دِ مازن العيسى من مجلس ادارة الجمعية الطبية الكويتية، وهي الاستقالة التي سبق ان توقعنا وقوعها وحذرنا من انها ان حدثت فانها ستكون القشة التي ستقصم ظهر الجمعية الطبية الكويتية وتشطرها الى شطرين او فريقين متنافسين، ينتمي احدهما لحزب سياسي ديني ضيق الافق والاخر منافس له يرغب في النأي بالجمعية واعضائها عن سيطرة الاحزاب السياسية الدينية، وهذا ما حدث بالضبط بعد ان قام الاطباء صلاح العتيقي وعلاء الصالح وعباس رمضان بتقديم استقالاتهم في اليوم نفسه الذي تقدم فيه دِ مازن العيسى باستقالته من الجمعية الطبية، وذلك في محاولة منهم لاسقاط شرعية مجلس الادارة، حيث ان المستقيلين الاربعة يشكلون غالبية اعضاء مجلس الادارة! وكما كان متوقعا فقد رفض رئيس مجلس ادارة الجمعية والعضوان الآخران الرضوخ للامر الواقع والمنطق وقاموا باستدعاء اثنين من الاعضاء الاحتياط للانضمام للمجلس كما دعوا لاجراء انتخابات تكميلية لشغر المنصبين الآخرين، وهذا ما كان متوقعا.
ان ما يجري في الجمعية الطبية الكويتية يشبه في جهة منه، مع الفارق، ما جرى في افغانستان قبل الحرب الاخيرة فيها، وذلك عندما طالب الاميركيون بتسليم بن لادن لمحاكمته او الحرب، واصرار زعماء طالبان على التضحية بكامل افغانستان ومستقبلها وشعبها ولا القبول بتسليم بن لادن لاميركا او لاية جهة كانت لمحاكمته!
فرئيس مجلس ادارة الجمعية الطبية الكويتية، اما ما تبقى منها، مصر على ادخال عضو محدد لمجلس الادارة حتى ولو ادى ذلك لتدمير الجمعية ووضع نهاية لكل ما تمثله من قيم سامية.
يبدو ان هناك من يرغب بل ويصر على جر الجسم الطبي للاوحال الآسنة وادخاله في دهاليز السياسة المظلمة خدمة لاهداف معينة سبق ان تطرقنا لها، وهناك في المقابل محاولات ومساع حثيثة ومن اكثر من طرف لتجنيب الجمعية هذا المصير السيئ.