مكاييل التعليم العالي
قامت حكومة الشارقة المحلية بافتتاح جامعة اميركية قبل سنوات، ولاقت الجامعة اقبالا كبيرا من قبل طلبة دول مجلس التعاون عموما ومن الكويت بصورة خاصةِ وقد حاول قبل سنوات الكثير من اولياء الامور إلحاق ابنائهم بتلك الجامعة على حساب الدولة، الا ان وزارة التعليم العالي رفضت ذلك بحجة ان الجامعة جديدة وغير معترف بهاِ وعاد البعض من هؤلاء وطلبوا من الوزارة القيام برعاية ابنائهم وبناتهم من الناحية الادبية والعلمية اسوة بما هو حاصل مع مئات الطلاب والطالبات المبتعثين لمختلف الجامعات الاوروبية او الاميركية وفي انحاء كثيرة من العالم، والتي لا تعترف الوزارة بالكثير منها، وهنا ايضا رفضت الوزارة طلبهم وللحجة السابقة نفسها، واضافوا ان الوزارة لا ترغب في التعامل مع هذه الجامعة بأية صورة من الصور في الوقت الحالي لانها باختصار غير موجودة على قائمة جامعاتها!
تبين لبعض اولياء الامور مؤخرا، وابناء وبنات البعض منهم من اصحاب اعلى المعدلات والمتخرجين من الثانوية بعلامات شرف مميزة ان في جامعة الشارقة بالذات عددا كبيرا نسبيا من طلبة الكويت المشمولين بعطف ورعاية وحنان وعناية وزارة التعليم العالي في الكويت ماديا وطبيا وادبيا وتعليميا! وهنا العجب والتعجب والاستعجاب!
فكيف ترفض وزارة التعليم العالي ولسنوات عديدة مجرد طلب الاشراف الادبي على مجموعة من الطلاب والطالبات المتفوقين بحجة عدم اعترافها بتلك الجامعة في الوقت نفسه الذي يقوم فيه العديد من الطلاب الكويتيين بالدراسة في الجامعة نفسها على نفقة الدولة او جهات كريمة اخرى وباشراف الوزارة الشامل؟
وهل اعتقدت الوزارة ان بامكانها اخفاء حقيقة وجود عدد من الطلبة المبتعثين على حسابها في الوقت الذي ترفض فيه مجرد الاشراف على طلبة كويتيين آخرين بحجة عدم اعترافها بتلك الجامعة من الناحية الاكاديمية؟ وهل يستساغ حدوث مثل هذا الامر الذي يمس اهم ثروة وطنية تتعلق بمستقبل ابنائنا وبناتنا؟
قمت، وقبل الكتابة في هذا الموضوع، بالاتصال بالسيد وزير التربية والتعليم العالي ووضعت امامه هذه الحقائق فوعدني باستقصاء الامرِ وعندما اعلمته بأنني سأتعرض لهذه الفضيحة في مقال لي لم يبد اي معارضة على ذلك!
إن هذا الوضع يبين الأمور التالية:
ان وزارة التعليم العالي لا تعرف مدى صحة ودقة ما لديها من كشوف عن الجامعات المعترف بها وان هناك حلقة وصل مفقودة بين ادارات الوزارة بحيث لا تعلم الادارة 'أ' ما تقوم به الادارة 'ب'ِ واذا لم يكن لا هذا ولا ذلك صحيحا فان هذا يثبت ان الوزارة تكيل بمكيالين.
ومما يؤسف له ان يحدث هذا في الوقت الذي تعتبر فيه وزارة التعليم العالي، بعد استبعاد جامعة الكويت عن اشرافها المباشر بسبب استقلاليتها المادية والادبية، من اكثر وزارات العالم رفاهية وقلة عمل بسبب العدد الضئيل نسبيا من المبتعثين الذين تشرف او تصرف عليهم مقارنة بموازنتها السنوية وعدد موظفيها، الذي يقارب عدد طلبتنا في الخارج!
* * *
ملاحظة:
نرحب بعودة الزميل غسان العتيبي لصفحات 'القبس'ِ ونهنئ انفسنا والقراء على كتابات السيدين يعقوب حياتي واحمد بشارة، ونأمل ان تصبح اكثر استمرارية' ولا يطول انقطاعهاِ كما اسعدتنا قراءة اكثر من مقال للاخ عبدالحميد المزيديِِ ولنا تعليق لاحقا على موضوع احدها.
أحمد الصراف