شرور الإخوان
«.. إن دخل الإخوان جمعية تعاونية أو تعليمية أو هندسية، أو ناديا، أو حتى قصرا رئاسيا، خربوه وأفسدوه وجعلوا أعزته أذلة واشرافه سوقة..».
حكم مصر في الثمانين سنة الماضية ملك وثلاثة رجال، اتسمت فترة حكم الثلاثة الأخيرين منهم، بسبب خلفياتهم العسكرية، بالفراغ الفكري والضحالة، وبالتالي ذهبوا دون أن يتركوا اثرا حقيقيا، فقد كان خيار الدكتاتورية ربما الوحيد المتاح أمامهم! ولكن المرحلة الحالية تبدو مختلفة، فقد وقعت البلاد في قبضة حزب يعتقد، بسذاجة، وهنا الخطورة، أنه يمتلك الإجابة عن كل مشاكل مصر، وانه مدعوم من الله، وكل ما يطلبه الوقت لتطبيق البرامج «الاستراتيجية»، التي لا يعرف أحد عنها شيئا، ربما لعدم وجودها! وإطباق الإخوان قبضتهم على مقاليد الأمور يعني بقاءهم ربما إلى الأبد في الحكم، فكيف يمكن الانقلاب على حكم الله وإرادته، كما يدعون؟ ففي مقابلة لنائب المرشد قال انه راض تماما عن أداء رئيس الجمهورية، وأنه «قدر اختاره الله»! وقالت منال ابوالحسن، وهي إخونجية معروفة إن مرسي مدعوم من الله. وقال الشيخ الحويني، مخاطبا جمعا من السلف: ان رئيسكم ملتح ويعتمر ويزور مسجد الرسول ويصلي إماما ويعطي دروسا دينية ويتكلم في الكتاب والسنة، أفلا تكبرون؟ وشبّه سلفي آخر مرسي بالنبي يوسف عليه السلام، الذي خرج من السجن لعرش مصر، ومحمد مرسي خرج من السجن لعرش مصر! وقال داعية آخر انه حزم رأيه من اول يوم ترشح فيه مرسي للرئاسة، فهو رجل المرحلة ورجل هذا الزمان، وانه يقول فيه، كما تقول الستات «دا فارس أحلامي»(!) وهناك أقوال كثيرة تصب في السياق نفسه، والسؤال: ما الذي سيقوله هؤلاء إن فشل الرئيس في مهمته، أو لم يستطع تحقيق شيء، واضطر للاستقالة، خاصة بعد الفضيحة التي انفجرت في مصر اخيرا، والتي تعلقت بالتضارب الشاذ في اقواله، ففي مقابلة تلفزيونية قال ان من أهم منجزاته الشخصية حصوله على الدكتوراه من أميركا، التي درس فيها على يد اعظم استاذ، ولكنه لم يذكر اسمه! وأنه درس في جامعاتها كأستاذ مساعد! وأنه عمل لفترة طويلة مستشارا لوكالة الفضاء الأميركية في مجال التطبيقات العملية وليس النظرية. وفي مقابلة لاحقة مع قناة سلفية أنكر أي علاقة له بالوكالة، وأنكر انه قال يوما بوجود علاقة، فهو لم يكتب أو ينشر أو يصرح بأنه عمل يوما معها، وليس في سيرته الذاتية شيء من ذلك! وهنا نكتب لنحذر كل واهم بصلاح أغلب القائمين على تنظيم الإخوان المسلمين، أو بالتنظيمات الحدسية المتسترة، وإلى عدم الثقة بأي من وعودهم، فليس لدى هؤلاء برامج حكم ولا خطط ولا فكر ولا هدف غير الوصول للسلطة وسن القوانين المقيدة للحريات والتضييق على المرأة والاهتمام بالشكل الخارجي لها، وبالتالي هم سرطان يجب استئصاله.
***
• ملاحظة: أعلن وزير الأوقاف عن تشكيل لجنة (تاني؟) وصفها بالمحايدة، وهذا يعني عدم حيادية ما سبقها من لجان، وذلك للنظر في ما أثير من سلبيات ومخالفات في الأوقاف! وهذا وصف مهذب ربما لسرقات/ اختلاسات! وقال ان اللجنة ستضع تقريرها خلال شهر! ونحن على ثقة بأن لا شيء سيحدث، فإما ان تستقيل الحكومة، أو يستقيل المشتبه بهم، أو يتم تناسي الموضوع برمته!