بريد لندن أم الكويت؟
ضحكت كثيرا وقتها، ولا أزال أضحك، من ذلك التصريح الذي أدلى به المدير العام السابق للادارة العامة للمرور قبل 6 سنوات، العميد عبدالحميد حجي، من أن ادارة المرور ستقوم خلال فترة وجيزة بارسال اجازات القيادة المجددة 'بالبريد' الى عناوين أصحابهاِ وتساءلت وقتها عن أي وطن أو دولة يتكلم هذا المسؤول، ولكن لم أحز على أي جواب وقتها فقد كنت أكلم الحائط الصلد الذي كان أمامي.
صرح وزير المواصلات الشيخ أحمد العبدالله ل'القبس' 8/8/2001 بأن الوزارة تدرس حاليا طرح مشروع متطور للجنة خدمات البريد، وأن المشروع الجديد سيكفل للمشترك صندوقا بريديا فعليا ذا مواصفات آلية معينة يسمح للمشترك بأن يعطي أوامره للصندوق من خلال الانترنت لاستلام ما يشاء من البريد القادمِ واضاف إنه سيتم اضافة خدمة توصيل البريد للمنازل.
وذكر الشيخ العبدالله بأن من المتوقع انه، خلال الأشهر الستة التالية وبعد الانتهاء من وضع كافة، المعايير اللازمة وتصورات الوزارة، سيتم طرح المناقصة للشركات المتخصصةِ ونحن نعد الشيخ أحمد العبدالله بأننا سنقوم بتذكيره بعد مرور فترة الأشهر الستة بتاريخ 8/2/2002 ونأمل وقتها ان تكون المناقصة، أو الحلم، جاهزا للطرح بالتصور نفسه الذي ذكره السيد الوزير الشيخِ ونتمنى ان يكون المقصود بعملية تطوير البريد وتحديثه بريد الكويت وليس بريد مدينة لندن.
ولا ننسى ان نشيد هنا بالخطوات الجيدة التي بدأت وزارة المواصلات باتخاذها مؤخرا وما قامت به من اثبات وجود بعد فترة غياب استمرت أكثر من 20 عاماِ كما نرحب باعتراف الوزير بالتقصير في القيام بواجباته كوزير للمواصلات، حيث لم يتفرغ تماما لعملية الاصلاح فيها، حسبما ذكر في 'القبس' مؤخرا، (31/7/2001)، وهذه أول مرة، حسب علمي، يقوم مسؤول بمثل أهميته ووزنه بالاعتراف بالخطأ، وهذه فضيلة يجب ان تحسب له.