ذر الرماد في العيون
بسبب السن، او ربما بسبب كثرة ما اصبحنا نشكو منه من امراض واوجاع في هذا الجزء او تلك الجهة من الجسم، فقد اصبح للاطباء مكانة خاصة لدينا لا ينازعهم احد عليهاِ كما اصبح دليل ارقام الهاتف لدينا يحتوي على عدد كبير من اسماء وارقام وعناوين العديد من الاطباء، كما سبق ان تعلمنا ان ذر الرماد في العيون عمل معاكس لعملية علاجها، فقد يحتوي ذلك الرماد على مواد ملوثة قد تتسبب في التهاب العين وربما أصابتها بالعمى.
***
ردا على ما سبق ان كتبنا من تحذير يتعلق بضرورة النأي بالجسم الطبي عن اوحال السياسة ودهاليزها وما كتبنا عن مطالبة لوزيري الصحة والاوقاف بضرورة توخي الدقة والحذر عند اختيار شاغلي المناصب العليا في الوزارة وامناء صناديق الوقف في الاوقاف، وبدون ان نتطرق في ذلك المقال لذكر اية اسماء، او نقصد احدا بالذات، قام الدكتور منصور بنية الصليلي، رئيس مجلس ادارة الجمعية الطبية الكويتية، وهو الطبيب الانسان، بمحاولة ذر الرماد في عيون القراء وذلك برده، الذي نشر مؤخرا في 'القبس'، والذي لم يتسن لنا الرد عليه في وقته لوجودنا خارج البلاد.
قام دِ الصليلي بالرد علينا نيابة عن احد اعضاء الجمعية الطبية الكويتية وليس أحد أعضاء مجلس ادارة الجمعية الطبية!! وحيث ان عدد اعضاء الجمعية الطبية يبلغ الألفي طبيب تقريبا فان من حقنا التساؤل عما اذا كان الدكتور الصليلي سيقوم بمثل دور الدفاع هذا كلما تعرض اي من هؤلاء الألفي طبيب للهجوم في الصحافة لاي سبب كان؟ ام هي الميول السياسية والحزبية التي دعته لتسطير ذلك الرد؟ واين كان دِ الصليلي ورأيه وقراره من موضوع الخلاف المستحكم بين وزارة الصحة ومجموعة كبيرة من الطبيبات بخصوص ظروف وساعات العمل في المستوصفات ومراكز طب العائلة؟
ولماذا لم نسمع رأيه في نية الوزارة منع الاطباء الذين تنطبق عليهم شروط فتح العيادات الخاصة من العمل خارج الكادر الوظيفي؟ هل لانه لا يعمل في الوزارة، ولديه عيادة خاصة، وبالتالي غير معني بالأمر؟؟
لا نود التطرق هنا الى موضوع مقالاتنا السابقة، التي لم توافق هوى رئيس الجمعية الطبية، وكل ما نود قوله ان الاطباء بشر اولا واخيرا، ومعرضون كغيرهم لكافة انواع الاغراءات والاخطاء، ونحن لم نتعرض لكفاءة احد، او نقلل من قيمة مهاراته العلمية ونشكك في مناصبه العلمية والفخرية او النقابية، وبالتالي لم يكن هناك اي مبرر لكل ذلك السرد التاريخي الممل، الذي ذكره الدكتور الصليلي في رده علينا.
واخيرا لم نكن نود للدكتور الصليلي ان يقوم بتوجيه التهديد لنا بالملاحقة القانونية في حال لم نقم بالاعتذار منه على ما سبق ان كتبنا!! ولا ندري حقيقة بأي صفة قانونية او ادبية يطالبنا من لا مصلحة له، وليس طرفا في الامر، وغير مفوض بالتحدث باسم شخص آخر بالاعتذار له او سيقوم بمقاضاتنا امام المحاكم؟
انها سقطة لم نكن، من منطلق حبنا واحترامنا لاطبائنا، نود للدكتور الصليلي ان يقع بهاِ ومن حقنا ان نطالبه هنا، وبحرارة وبصراحة وبكل احترام وحب، وهو المسؤول النقابي الاول في الجمعية الطبية الكويتية، إبعاد الجمعية عن دهاليز السياسة والبعد بها عن الحزبية الضيقة.
***
ملاحظة:
نقلت 'كونا' عن حكومة طالبان انها سمحت، وبموجب قانون شرعي، للاجانب بسماع الموسيقى!! وهكذا اصبح مجرد سماع الموسيقى يحتاج لقانون، ولا ادري ما سيحتاجه الامر لتأليف او عزف الموسيقى، دع عنك الرقص على انغامها؟!.