شرحنا وشرح الشراح
نشرنا قبل فترة مقالا انتقدنا فيه عملية تعريب الطب، وقد قام السيد يعقوب احمد الشراح بالرد علينا قبل فترةِ وما كان بودنا التطرق لرده لولا ما ذكره من أمور نعتقد بأن الصواب قد جانبه فيهاِ كما تضمن رده تحريضا وتعريضا بنا لم نكن نتوقعه منه، وهو الذي لم يدخر جهدا في أن يجعل رده يتسم بقدر لا بأس به من الأدب والموضوعيةِ ذكر السيد الشراح أننا 'استغللنا' مجلة تعريب الطب لكي نهاجم قضية التعريب عموما (!!) وهذا افتراء في حقنا لم نتوقعه منه، حيث لم يسبق أن تطرقنا او ألمحنا لأي شيء من هذا القبيل في مقالنا سابق الذكرِ كما أن من السخف حقيقة أن يقوم أي فرد بمهاجمة قضية التعريب أو الترجمة بشكل عام، وفي أية دولة كانت، حيث ان من المستحيل تخيل وجود شعب أو حتى فرد ملم بكافة لغات العالم بحيث لا يحتاج الى أية ترجمة او تعريب من والى لغات العالم الاخرىِ كما أن أجزاء كبيرة من مختلف العلوم الدراسية اما معربة او مترجمة او منقولة من لغات اخرى ولم يتم الاعتراض عليها، وكنا من أوائل المستفيدين منها شخصيا.
وعليه فان انتقادنا انصب، ولايزال، على قضية تعريب الطب وليس التعريب بشكل عام.
كما اعترض السيد الشراح على قيامنا بالكتابة عن قضية التعريب 'لأننا من غير المتخصصين في العلوم الطبية' ولو كنا كذلك لكان من السهل عليه مناقشتنا بأسلوب علمي(!!).
وحيث أننا لسنا كذلك فقد اختار السيد الشراح، كما يبدو، الأسلوب 'غير العلمي' للرد علينا، وهذه ايضا سقطة لم نكن نتوقعها منه(!!).
ولكن كيف منح السيد الشراح الحق لنفسه، وأنكره على غيره، في الرد علينا واقحام نفسه في موضوع طبي وهو ليس بالطبيب المتخصص بعلاج البشر أو غير البشر أو حتى مجاز في علوم الصيدلة؟ وهذه سقطة ثالثة لم نكن نتمناها للسيد الشراح.
نأتي الآن لموضوع تعريب الطب ونقول إننا مازلنا نصر على ما سبق أن ذكرناه من أن ما يقوم به المركز العربي للوثائق والمطبوعات الصحية، او مركز تعريب الطب، ماهو الا مضيعة للوقت وتنفيع لبعض العاملين فيه، وهذا رأي الكثير من الاخوة الاطباء الذين قمنا بالاتصال بهم بهذا الخصوصِ فما هو موجود من علوم طبية وما يستجد كل يوم بل وفي كل لحظة في مجال العلوم الطبية أكبر واكثر تسارعا من عملية الترجمة التي يقوم بها مركز يتيم في الكويت وبشكل منفرد.
وعليه نرجو من السيد الشراح التفضل بتزويدنا ببرنامج وخطة التعريب المتبعة في المركز، والذي سبق ان انشئ بقرار من الجامعة العربية قبل اكثر من عشرين عاما، وتولى أمانته منذ ذلك الحين الدكتور عبدالرحمن العوضيِ كما نتمنى عليه افادتنا بالفترة التي ستستغرقها عملية التعريب وتحديد ما تم تعريبه حتى الآن، والفترة التي تطلبها لتنفيذ هذا الأمر والتكلفة النهائية للبرنامج، والكيفية التي ستتم بها الاستفادة من المادة المعربة والجهة التي ستقوم بفرض النص المعرب على المعاهد والجامعات، ومتابعة التعديلات والتحديدات التي تتم في كل ثانية على هذا العلم سريع التغير والتطور والمرتبط بكل أمر من أمور حياتنا.
أما سرد الاشعار العاطفية التي لا علاقة لها بالموضوع والقول إن قضية التعريب 'قضية إيمان وأمة وعبادة'(!!) فهي مبالغة لغوية مفرطة لا نعتقد بأن لها علاقة بالموضوع.