فقد عزيز كبير
على الرغم من تعدد لقاءاتي به ظهر كل يوم خميس تقريبا وللسنوات الأربع الماضية، وإصراري على الجلوس بجانبه ورغم عدم تمتع ذلك المكان بالراحة التامة، الا انني كنت احس دائما بأن لدى هذا الإنسان الكبير الكثير مما يمكن معرفته منه وعنه!.
كان يتحلى بخلق دمث قل نظيره، وكان واسع الاطلاع على مجريات الأحداث، والى آخر يوم التقينا فيه كان حاد الذهن ثاقب النظر حاضر البديهةِ وكنت اقدر فيه حرصه الشديد على عدم ترك المجال لأحد ليطعن في ذمة الغير بدون دليل مهما كانت درجة الاختلاف.
سمعت منه وعنه الكثير، فقد عمل في التجارة وأضاف لها من خلقه الكثير، وأعطاها بقدر ما أعطتهِ وعمل في الصحافة فرفع من قدرها وترك وراءه بصمات واضحة لاتزال شامخةِ وساهم في العمل الوطني السياسي فخرج منه نظيف اليد والسيرة، وفضل الابتعاد عنه وهو في قمة مجده السياسي مترفعا عن الكثير من صغائره، وشارك في المؤسسات المدنية الشعبية فكسبت من خبرته وحنكته الشيء الكثير.
وكأن الكويت، الأرض والشعب، كانت على موعد مع القدر في يوم رحيله لكي ترد وتثبت لواحد من غلاة المتحزبين ومن كبار المدعين ممن حاول التكسب من وراء التهجم على فئة من المواطنين الذين كان الفقيد خير ممثل لهم، بحيث كانت جنازة الفقيد الذي مثل بحق الضمير التجاري الصادق والنظيف، وفترة العزاء التي تلت الجنازة والتي شاركت فيها الكويت بكل عقلها ووعيها وحضورها، خير رد على اتهامات ذلك المدعي، وعلى تشكيكه في دور التجار في بناء هذا الوطن.
لقد فقدت الكويت، بوفاة عبدالرزاق خالد الزيد الخالد، شخصية قل نظيرها، ورجلا سيفتقد في الكثير من الملمات المتوقعة لهذا الوطن الصغيرِ ومن المؤسف حقا ان تأتي ساعته ولاتزال هناك المئات من القضايا والحلول الاقتصادية والنصائح السياسية التي دافع عنها وعمل من أجلها وطالب بها، بقيت من غير تنفيذ ترقد في ادراج النسيان.
أحمد الصراف