يد الإصلاح
سعدت كثيرا عندما اتصل بي هاتفيا صديق يعمل في وزارة الصحة ليخبرني بأن معدات البناء، وليس الهدم، قد وصلت اخيرا لمباني مستشفى الصباح، التي لم تطلها يد التعديل والتغيير منذ عقود طويلة.
وقبل الاستطراد في موضوع بناء واصلاح مباني ذلك المستشفى المتهالك، من المهم هنا ذكر السبب الذي جعل ذلك الصديق يتصل بي هاتفيا ليزف لي ذلك الخبر، وليطلب مني زيارة المستشفى والاطلاع 'عن كثب' على تلك الاعمال الجبارة التي طال انتظار جمهور الاصحاء والمرضى لها، حيث انني سبق وان قمت بالاتصال به، بصفته الوظيفية وكصديق، لأخبره عن حادثة تسرب ماء من سقف غرفة العمليات المقابلة للجناح الخامس، في الوقت نفسه الذي كانت تجرى فيه عملية جراحية دقيقة في تلك الغرفة، وفي دولة تبلغ ميزانية وزارة الصحة فيها ما يقارب البليون دولار، فقط لا غير!
قررت الذهاب من فوري لزيارة مستشفى الصباح والاطلاع 'عن كثب'، كما طلب مني ذلك الصديق، على أعمال الاصلاح والتعديل والبناء تلك.
بعد المرور والطواف هنا وهناك، وامام وخلف وحول مباني المستشفى الثلاثة الرئيسية المتهالكة، اكتشفت ان اعمال البناء الوحيدة التي كانت تجري على قدم وساق وظهر وبطن لم تكن تتعلق بغرف العمليات المتهالكة، ولم تكن داخل سراديب المستشفى الرطبة والتي تمتلئ بكافة المخلفات ومختلف انواع الحشرات، ولم تكن تغطي ممرات المستشفى التي اصبحت منذ فترة بأمس الحاجة لصيانة جذرية، ولا الى غرف المرضى التي تفتقد للكثير من الصيانة والعناية، ولا الى الحمامات الخاصة والعمومية في مختلف الاجنحة، بل كان الجهد مرتكزا على اجراء الاصلاحات والتعديلات الجذرية والفورية على 'مدخل' المبنى الرئيسي للمستشفى! أكرر: على 'مدخل' مبنى المستشفى الرئيسي!.
***
ملاحظة:
نهنئ جمعية الأطباء على مجلس ادارة جمعيتهم الجديد، ونهنئ أنفسنا وبقية الغيورين على مصلحة هذا البلد على روح العقل والتعقل التي سادت الاجتماع الاول لمجلس الادارة والذي تم فيه تغليب العقل ومصلحة الاطباء على كل مصلحة اخرى.
أحمد الصراف