وزراء المستقبل
لا أدري ما هو الوصف الذي يمكن اطلاقه على تصرفات بعض الافراد او المؤسسات التجارية والمتعلق بقيامها بنشر اعلانات مكلفة تهنئ فيها موظفا في هيئة عامة على حصوله على شهادة الدكتوراه!، هل هو نوع من النفاق الاجتماعي، أم أن في الامر منفعة شخصية ومادية؟، ام انه يمثل حالة الانبهار التي تصيب البعض من لقب الدال؟ لا نعرف، ولا نود ان نعرف الدوافع الحقيقية وراء نشر تلك الاعلانات وليس هذا موضوع هذا المقال.
***
من المتفق عليه ان امر الحصول على شهادة دكتوراه، تتطلب تفرغا لفترة لا تقل عن السنتين، وهي الفترة اللازمة لتحضير الرسالة بعد قراءة عشرات المراجع والمخطوطات والكتب التاريخية وسؤال مجموعة من الافراد والقيام بالعديد من الزيارات ثم كتابة الرسالة وتقديمها ومناقشتها مع اللجنة!
وعليه، فمن الصعب تخيل حصول موظف عام، وهو على رأس عمله، على مثل هذه الشهادة الدراسية من جامعة محترمةِ الا اذا:
1) كانت الجامعة او الجهة التي منحت تلك الشهادة غير محترمة او غير معترف بها.
2) ان الوقت الذي انفق على تحضير الرسالة تم على حساب العمل، المطلوب ان يؤديه هذا الموظف خلال تلك الفترة!
3) او ان هذا الموظف لم يكن يداوم في عمله اصلا وكان كثير التغيب عنه بسبب تكرار سفره للخارج لغرض تحضير الرسالة ولم يجبر من قبل مسؤوليه على اخذ اجازة تفرغ دراسية خوفا من فقده لمنصبه الحالي.
لا نكتب هذا المقال نكاية بأحد او لغرض التهجم او التهكم على هذا الطرف او تلك الجهة بل فقط لكي نلفت الانتباه الى نوعية بعض من سيكونون من وزراء حكومات المستقبل القريب! علما بأنه لم يسبق ان قامت جهة ما بسؤال هؤلاء الذين حصلوا على تلك الشهادات، ابتداء من وزير تربية أسبق والى موظف كبير حالي مرورا بالعديد من المسؤولين الحاليين والسابقين، عن الطريقة العجيبة التي استطاعوا بها المواءمة والتوفيق بين واجباتهم الوظيفية وما يتطلبه امر الحصول على هذه الشهادة من تفرغ شبه تام لفترة طويلة!
أحمد الصراف