النتيجة: صفر. على اليمين وآخر على الشمال
كانا في منتصف الثلاثينات من العمر عندما تبلورت عند كل واحد منهما مجموعة من الافكار عن طريقة الادارة الحكومية في الكويت، وما يشكو منه الجهاز الوظيفي وكيفية معالجة حالات الخلل المستشرية في الكثير من مرافق الدولة.
صقلت تجارب الحياة افكارهما تلك، وزادتهما معرفة بها الخبرات العديدة التي اتيحت لهما، ومجموعة المناصب والوظائف المرموقة التي تولاها كل واحد منهما على حدة، وفي المجالين التجاري والمالي بشكل خاص.
بالرغم من عدم التقاء خطوط حياتهما كثيرا عدا كونهما من الافراد المرموقين في هذا المجتمع، الا ان الصحف لم تخل قط وفي اي شهر من شهور السنة وخلال السنوات العشر الاخيرة من صورة لاحدهما او كليهما مع تصريح هنا او مناظرة هناك او حلقة نقاشية او مقابلة صحفية او تلفزيونية.
ولم تخل مناظرة او مقابلة من فكرة من افكارهما ولم تقصر مجلة او جريدة في معرفة آرائهما المالية والتجارية ولم يبخلا على ديوانية او اي تجمع بخلاصة نظرياتهما وآرائهما الاقتصادية والمالية حتى شعر الكثيرون بانهما قد نضجا بما فيه الكفاية وان الأوان قد آن لان يعطيا الفرصة بتسلم مقاليد المال والاقتصاد في البلد ليقوما بوضع نظرياتهما وافكارهما تلك موضع التنفيذ، وليقوما بحل ولو جزءا صغيرا من مشاكلنا المالية والتجاريةِ
بعد ما يقارب السنتين من تقلدهما لثلاثة من اهم المناصب الوزارية في الدولة غادر السيد عبدالوهاب الوزان وزارتي التجارة والشؤون الاجتماعية والعمل، وغادر الشيخ احمد العبدالله الصباح وزارة المالية دون ان يحققا شيئا يذكر من عشرات الوعود التي اعطياها ومئات التعهدات التي نشراها، وآلاف الافكار التي طرحاها تاركين وراءهما عشرات من علامات التعجب مقرونة باصفار عديدة!
فهل كان الخطأ منهما؟
أم ان الخطأ يكمن في طريقة الادارة لدينا؟
أم ان الخطأ هو خطؤنا في المقام الاول عندما اعتقدنا بان بامكانهما تحقيق شيء ما؟