أعمال خيرية صامتة
بلغ تعداد السكان في الكويت، حسب آخر احصاء غير رسمي، مليونين و300 ألف نسمة، غالبيتهم من غير المواطنين، وبالذات من العاملين في وظائف متدنية الأجر.
تواجه نسبة كبيرة من هؤلاء، سواء بسبب الظروف الصحية التي يعملون أو يعيشون فيها، او بسبب حالتهم الصحية الموروثة من نظام سوء التغذية الذي سبق ان عانوا منه في بلادهم، تواجههم الكثير من المشاكل الصحية الخطيرة التي تجبر الكثيرين منهم على التردد على المستشفيات بين الفترة والأخرى او البقاء فيها بغرض العلاج لفترة طويلة.
وبسبب ذلك يقوم الكثير من الكفلاء، ومن فئة المواطنين بالذات، وبعضهم من أشد المتمسكين بقشور الدين، بالتخلي عن هؤلاء الخدم والقاء مسؤولية العناية بهم على مستشفيات الدولة! ما يجعل الأمر أكثر سوءا ان كثيرا من السفارات المعنية بالأمر على غير استعداد لتحمل تكاليف علاج او اقامة هؤلاء المرضى سيئي الحظ سواء من ضحايا حوادث السير أو المبتلين بأمراض خطيرة صعبة الشفاء.
فما العمل مع الآلاف من هؤلاء والجمعيات والأفرع واللجان التي تصر على ان تطلق على نفسها لقب 'الخيرية' مشغولة الى اطراف آذانها بتجنيد الدعاة وحفر الآبار وازالة شواهد القبور وما عليها من آثار؟!.
هنا يأتي دور سيدات فاضلات كمنى الرشيدي ونبيلة الصايغ وغيرهما من العاملين والعاملات في مجال الخدمة الاجتماعية والذين يقومون وبصمت بأعمال خيرية جبارة لو سمع بها العاملون في عالم اللجان الخيرية لخجلوا مما يقومون به من أعمال.
اننا هنا نطالب بيت الزكاة والجمعيات الخيرية المسيسة بالتخلي ولو جزئيا عن طموحاتها وخططهاِِ وتخصيص ولو جزء مما تقوم بجمعه يوميا من أموال نقدية هائلة لدعم العظيم من اعمال وانشطة مكاتب الخدمة الاجتماعية في المستشفيات، أو القيام على الاقل بزيارة هذه المكاتب وخاصة مركز العناية بالطفل الذي تشرف عليه السيدة مارغريت الساير الموجود في مستشفى الصباح وغير ذلك من مراكز العناية في مستشفى ابن سينا والعدان والصباح والجهراء وغيرها.
دعوة نقدمها لكل راغب في تقديم الخير والتبرع بفائض مال بزيارة هذه المكاتب التي تقع في مختلف مستشفيات الكويت وتقديم ما أمكن من المساعدة المادية أو المعنوية لها أو بالتطوع للعمل مع فرق انسانية تطوعية تعمل من اجل الانسانية ولا شيء غير ذلك.
وهذا العمل، لعمري، لخير وأبقى!.
* * *
ملاحظة:
بالامكان الاتصال بالدكتور الانسان عبداللطيف السهلي، أو بمكتبه على رقم هاتف 4840902 للحصول منه على كشف بأسماء مختلف مكاتب الخدمة الاجتماعية الحكومية والتطوعية المنتشرة في مختلف مناطق الكويت.
احمد الصراف