متى تنهض من النوم؟
استلمت، وعلى مدى شهر كامل، مجموعة كبيرة من الرسائل الشخصية الانيقة والمصوغة بشكل جذاب، والمطبوعة بألوان براقة وعلى ورق غالي الثمن، ويحمل مختلف انواع 'اللوغو' صادرة عن لجان كانت، وربما لا تزال، تتبع جمعية الاصلاح الاجتماعي، ولكنها اصبحت الآن مستقلة، ولها مجلس ادارة مستقل ورئيس مجلس يوقع اوراق اللجنة 'غير الشرعية' باسمه الصريح ويرسل رسائل طلب المساعدة لكل من هب ودب، وانا منهم!
وهكذا، انقلبت تلك اللجان الصغيرة الضعيفة الهزيلة مكسورة الجناح التي كانت 'تكسر الخاطر' والتي كانت بدايتها كشكا باليا ومكتبا معدنيا بسيطا وكرسيا رخيصا وآلة تسجيل مستهلكة ومجموعة من اشرطة الكاسيت الخربة ومتبرعا ملتحيا ينتظر نصيبه من حصة القائمين عليها، انقلبت الى مؤسسات ضخمة ذات مجالس وأمانة سر وهيئة شرعية، والاغرب من ذلك انها اصبحت تجيد فن الدعاية والاعلان، حيث خصصت موقعا الكترونيا يمكن زيارته لمعرفة نشاط تلك اللجان في عالم حفر الآبار و'القلبان' في الوقت نفسه الذي تطالب فيه لجان أخرى في الجمعية نفسها بمنع الانترنت من الكويت!.
كما عرفت تلك اللجان الدينية الخيرية كيفية مخاطبة الرخيص من غرائز الناس، واستدلت على طرق استغلال الجانب الضعيف في نفوسهم فخصصت رقما هاتفيا مباشرا مكونا من 6 أرقام فقط للاتصال به عند الرغبة في التبرع، هذا اذا كنت انسانا عاديا! اما اذا كنت من فئة vip، كما ذكر حرفيا في رسالة التبرع وبأحرف انكليزية، اي من الشخصيات المهمة جدا، فما عليك الا الاتصال برقم آخر خاص بهذه الشخصيات بالغة الاهمية لتقوم اللجنة بخدمتك بطريقة أفضل تليق بمبلغ تبرعك!
وهكذا نجد ان الامر لا يخرج عن تهافت و'مخامط' على جمع ما يمكن جمعه من مال قبل ان تستيقظ الحكومة من سباتها وتكتشف المأزق الخطير الذي وضعت نفسها والدولة فيهِِ هذا اذا قامت من سباتها أصلا!.
أحمد الصراف