أين إبداعك يا محمد؟
حضرت، والآلاف غيري، حفل زواج زياد السنعوسي الذي اقيم قبل ايام في احد الفنادق الجميلة.
توقعت ان اجد في ذلك الحفل بعضا من ابداع ولمسات والد العريس، محمد السنعوسي، ولكنه كان، بالرغم من كرمه، عرسا كلاسيكيا كالمئات غيره، حيث اضطررنا للاصطفاف في طابور طويل، بطيء بدأ من مدخل الفندق والى مدخل صالة الفرح لكي نحيي العريس ووالده ووالد العروس.
وبالرغم من ان سبب وجودنا هناك كان من اجل ان نبارك لهم فرحتهم الا ان عملية المباركة تلك، بما فيها عملية الشد على الأيدي وتبادل القبلات الخشنة، لم تستغرق اكثر من ثماني ثوان فقط (!) غادرنا الحفل بعدها مباشرة وفي وقت أسرع بكثير من الوقت الذي استغرقه دخولنا، حيث كانت الطريق سالكة!
لا أدري حقيقة لماذا نصر على اقامة حفلات زواجنا بهذه الطريقة الكلاسيكية؟ ولا من أين اكتسبنا هذه العادة الغريبة، حيث لا علاقة لها بالعادات والتقاليد القديمة وما قبل القديمة! ولا تمت للدين او المذهب بصلة، ولا يربطها بالتكنولوجيا رابط ولو من بعيد؟ فلماذا نجبر العريس، وفي ليلة فرحه وسعادته، على الوقوف على رجليه لساعات طويلة والاضطرار لهز آلاف الأيدي وتقبل آلاف اخرى من قبلات النفاق الاجتماعي ممن يعرف ولا يعرف دون سبب معقول ومفهوم؟
ولماذا نصر على الذهاب الى تلك الاعراس وتضييع اكثر من ساعة لإيجاد موقف للسيارة والسير لمكان الفرح والعودة منهِِ كل ذلك من اجل ثماني ثوان من التهنئة؟ ولماذا نصر على صرف ملايين الدنانير سنويا على 'بوفيهات' طعام فخم سيترك جله لكي ينتهي في سلال القمامة؟
ولماذا اصبحت عادة صرف مبالغ طائلة على حفلات من هذا النوع عرفا اجتماعيا يصعب الفكاك منه إلا من امتلك الجرأة والابداعِِ وهذا ما كنا نتوقعه من صاحب ذلك الحفل او اي حفل قادم؟
فلماذا لا تقتصر هذه الحفلات على تقديم الاطعمة والمشروبات الخفيفة والمرور على المهنئين بدلا من منظر التهافت غير السار من البعض على بوفيهات الاعراس ونهش ما فيها من اطعمة، وكأن المجاعة ستقع في اليوم التالي؟
فهل من جريء يرسي عرفا أحسن مما هو موجود الآن!
أحمد الصراف