هل من منقذ في اللحظة الاخيرة؟


100 رحلة جوية نقلت 17 ألف مسافر الى مختلف العواصم العربية في الايام الثلاثة الاولى فقط من العيدِ وشهد منفذا النويصيب والسالمي الحدوديان اختناقا غير طبيعي لم يسبق له مثيل في عدد المسافرين برا.
ومن جانب آخر شهدت فنادق ومجمعات الشقق الفندقية في دبي حجوزات مكثفة بمناسبة العيد رفعت نسبة الاشغال في معظمها الى 100%ِ وتوقعت مصادر رسمية من واقع سجل الحجوزات المسبقة ان تستمر حركة السفر الى دبي الى ما بعد فترة العيد، وخاصة من السعودية والكويت وقطر مع تحول دبي الى وجهة سفر مفضلة لدى العائلات الخليجية.

اما في الكويت، فقد بلغ عدد الغرف المشغولة او المحجوزة في فنادق الدرجة الاولى فقط من فئة الخمس نجوم في الايام العشرة الاخيرة من السنة، وهي الفترة الاكثر رواجا بالنسبة لاصحاب الفنادق، والتي كان من المفترض ان تكون اكثر من ممتازة بسبب وقوع ثلاثة اعياد ومناسبات دينية في الفترة نفسها، 198 غرفة فقط من اصل 1500 غرفة متوفرة (!) وتقول الارقام الحقيقية والمؤلمة ان نصف تلك الغرف المشغولة محجوزة اصلا، وطوال العام، لطواقم شركات الطيران ولمقيمين دائمين، وهذا يعني ان نسبة اشغال جميع غرف فنادق الكويت من فئة الدرجة الاولى، وفي احسن اوقات العام، ولاغراض السياحة والتجارة والعمل، لم تزد كثيرا عن 6% (ستة في المائة فقط لا غير).
علما بأن تكلفة بناء الغرفة الواحدة ضمن هذه الفئة تتراوح بين 200 و250 الف دولار اميركي حسب التسهيلات المتوفرة في الفندق والموقع! كما ان الصناعة الفندقية، كما هو الامر مع العديد من الصناعات الاخرى، تتكلف الكثير في سبيل تدريب كوادرها ولا تستطيع، لاسباب كثيرة، تخفيض عدد العاملين فيها بسهولة ويسر كلما انخفض حجم العمل، وهذا يعني اضطرارها للاحتفاظ باعداد عمالة مدربة كبيرة دون فائدة تذكر!
ماذا حدث للكويت؟ ماذا حدث لدرة الخليج؟ ماذا حدث للدولة التي كانت رائدة في كل شيء؟ لماذا تخلفنا الى هذه الدرجة؟ اين خبرات الدولة وعقولها ومبدعوها ومفكروها وشعراؤها؟
ماذا حدث لكل هؤلاء بحيث استطاعت فئة قليلة العدد خالية من كل فكر وفاقدة لكل منطق ان تسيطر على مقادير البلاد وتطرد الفرحة من القلوب وتنشر الملل والسأم بين الناس وترعب الجميع بعلو صوتها على الرغم من خواء فكرها وضعف حجتها؟
ان الوضع محزن، واكثر من ذلك مخيف، حيث لا نعرف نهاية لهذا النفق المظلم الذي وجدنا انفسنا نسير فيه، او دفعنا للسير فيه، والذي لا تبدو نهايته قريبة!!
فهل من منقذ في اللحظة الاخيرة؟.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top