اهو نوع من اللؤم؟
منذ سنوات عديدة، ومنذ ان تسرب الكثير من السلطات من ايدي اصحابها، وانتهت، في غفلة من الزمن، الى ايدي اكثر الناس تشددا وتخلفا وكرها وعداوة للفرح والسرور، واوضاعنا السياسية والاقتصادية وحتى الاخلاقية تنحدر من سيئ الى اسوأ.
***
تعتبر دولة الكويت الدولة الوحيدة العضو في الامم المتحدة، وجامعة الدول العربية والتي تتطلب بعض 'غوانينها' القراقوشية من اصحاب الفنادق الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية يسمح لها بعزف اية آلة وفي اي جزء من اجزاء الفندق وفي اي وقت من الاوقات!
كان من الممكن السكوت على هذا الامر السخيف لو كانت صلاحية الترخيص سنوية، ولكنه ويا للعجب ترخيص شهري! حيث يتطلب من كل فندق وفي بداية كل شهر التقدم بطلب الترخيص بالعزف على آلة البيانو مثلا في بهو الفندق او في احدى قاعاته.
وكان من الممكن السكوت على هذا الامر الاكثر سخافة لو كان الترخيص مقتصرا على آلات العزف الغربية 'الكافرة' كالبيانو او الاورغ، ولكن ان يشمل امر المنع آلات العزف الاسلامية كالدفوف و'الماصول' فلابد ان يكون في الامر شيء ما! وكان من الممكن ايضا وايضا السكوت في هذا الزمن الرديء لو كانت جهة المنع والسماح وزارة الاعلام او المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، او حتى ديوانية شعراء النبط، ولكن ان يكون الامر بيد اكثر الوزارات 'رومانسية'، وهي وزارة الداخلية، فان في ذلك الف آه وآه!
الأغرب من كل ذلك ان هذا الترخيص الشهري يمنح بعد معاناة ومراجعة وتردد ولآلة واحدة او لمناسبة معينةِ ويتغير الامر فجأة في شهر ديسمبر حيث يرخص للفنادق بالعزف لاول 24 يوما من الشهر فقط ثم ينتهي الترخيص بعدها ويمنع العزف بتاتا في كافة القاعات والصالات على ان يجدد في اليوم الثاني من الشهر الاول من السنة التالية؟
وهكذا نرى ان من وضع ذلك 'الغانون' حرص على ان يتضمن قدرا لا بأس به من اللؤم وان يكون ضد الفرح والسرور حيث ان فترة المنع تلك تتضمن مناسبتين كريمتين وهما: الكريسماس ورأس السنة الميلادية!
هل رأيتم حقدا وكرها للفرح اكثر من ذلك؟
احمد الصراف