رمي العقول في سلال القمامة
نشر الزميل فيصل الزامل نص فتوى تعلقت بتحريم التهادي بالورود في المناسبات والاعياد، وذكر انه يؤيد تلك الفتوى حيث ان فكرة التهادي بالورود والزهور فكرة غير مجدية تنفق الاموال الطائلة عليها ولكن سرعان ما تذبل تلك الزهور وتموت ويكون مصيرها سلال الزبالة، وان من الافضل انفاق ما يصرف لشراء تلك الزهور على اعمال اكثر جدوى.
نؤيد الزميل، الذي لم تبخسه الحكومة يوما حقا ولم تنسه للحظة وعينته في مختلف المناصب وكلفته بالعديد من المهام، فيما ذهب اليه عن مساوئ عادة التهادي بالورود، ولكن دعونا ننظر للامر بمنظار اوسع واكبر:
ماذا عن الملايين التي تصرف كل عام لشراء البخور والتهادي به؟ الا نعلم جميعا بان رائحة البخور لا تبقى، بعد اشتعاله، عشر الوقت الذي تبقاه رائحة الورود والزهور؟ وألا يعلم كل ذي بصر وبصيرة ما يدخله منظر 'بوكيه' الورد الجميل على النفس من بهجة وحب للحياة؟ وهل سنسمع قريبا فتوى تحرم البخور لانه غير مفيد، وتنتهي حياته بعد لحظات من حرقه؟؟
وماذا عن الملايين التي تصرف سنويا لشراء عطور 'دهن العود' الغالية الثمن التي نعلم بان مصير الملابس والايدي التي نضمخها بها سيكون الغسيل بالمياه الحارة والباردة في نهاية اليوم لا اكثر؟ ولماذا لا نبني بيوتا سكنية للمحتاجين بما ننفق من اموال طائلة على شراء مثل هذه الامور؟!
وماذا عن مباريات كرة القدم، او اية رياضة اخرى، وهل ستصدر الفتاوى في يوم ما لتحريمها، لان لا فائدة من ورائها؟
وماذا عن 'البشوت' او العباءات الرجالية الغالية الثمن التي يحرص الكثيرون على اقتنائها بالرغم من عدم فائدتها صيفا شتاء ولا تقي من برد او تحمي من حر وهل ستصدر فتوى بتحريمها يوما ما؟
وماذا عن الوان وانواع السيارات؟ وما فائدة وجود كل ذلك الخليط من الالوان والنماذج، اليس من الافضل توفير اموال الناس والدولة والاقتصار على انواع والوان معينة منها فقط؟
القائمة تطول وتطول، واصرار البعض منا على رمي العقول في سلال الزبالة والقمامة مستمر مستمر!!
احمد الصراف