'دهنا في مكبتنا
يقول اعلان مشهور لبيت الزكاة ان ما يقوم البيت بجمعه من تبرعات واموال زكاة تصرف 100% في الكويت 'دهنا في مكبتنا'، او كما يقول المثل الشعبي الشامي: 'من دهنه سقيلو'ِ ولم تأت فكرة ذلك الاعلان من فراغ، بل جاءت كرد فعل طبيعي للسياسات المبهمة للجمعيات واللجان الخيرية الاخرى وللطريقة التي تقوم بها بالتصرف فيما تجمعه من اموال هائلة، حيث من المعروف ان جلها، ان لم يكن كلها، يصرف خارج الكويت او ينفق لخدمة سياسات واهداف حزبية دينية معينة.
وقد جاءت الشهادة في حق لجان التبرعات الاخطبوطية تلك هذه المرة من هيئة حكومية مستقلةِِ فاذا كانت هيئة حكومية تعلن بانها ستصرف اموال الزكاة في الكويت وتدين باعلانها ذلك توجهات اللجان السياسية المسماة بالخيرية بطريقة غير مباشرة، فماذا نقول نحن وكل من قاسى من ذلك التجاهل الحكومي الساذج لحركة نمو وقوة استشراء تلك الاحزاب الدينية السياسية والحرية المطلقة التي تمتلكها في التصرف بمئات ملايين الدنانير التي تمتلكها؟
ان المرحلة الاولى في نظام ضرائبي ديني بدائي تكمن في حصر مسألة جمع تبرعات اموال الزكاة في جهة حكومية مستقلة واحدة فقط، ومنع اية جهة اخرى، تحت طائلة العقاب، من القيام بجمع التبرعات تحت اي مسمى ديني.
والمرحلة الثانية تكمن في صرف تلك المبالغ على سد حاجة الناس من الامور الضروريةِ اما المرحلة الثالثة والاهم فتكون بتنمية تلك الاموال وصرفها على مشاريع بيئية ينتفع بها الجميعِ ولا يعتبر هذا النظام بديلا عن نظام ضرائبي معقد، نحن احوج ما نكون اليه، بل هي طريقة لتحقيق التكامل في الواجبات الدينية الضرورية.
نقول قولنا هذا ونأمل ان يكون هناك من يقرأِِ فان وجد فاننا نأمل ان يكون قد استوعب مقصدناِ وان وجد هذا ايضا فاننا نأمل ساعتها ان يكون من مالكي القرارِِ هذا اذا اقتنع، قبل كل ذلك بهذا الكلام اصلاِِ!!
سؤال اخير نوجهه لمدير عام بيت الزكاة: ان كنت حقا تعتقد بمقولة 'دهنا في مكبتنا' فهل تعتبر بنوك الكويت مؤسسات وطنية يمتلك اسهمها مئات آلاف المواطنين؟ ان كان الامر كذلك، فلماذا اذا يقوم بيت الزكاة بايداع امواله في مصرف تجاري معين دون غيره من المصارف؟.
احمد الصراف