'عورت' أم 'عوره'؟؟
انتهت قبل فترة دورة الالعاب الاولمبية التي اقيمت في سدني باستراليا، وقمت من واقع نتائجها باجراء مقارنة مبدئية ودراسة بدائية لبعض نتائجها وتوصلت من الارقام للتالي:
64 هو عدد الدول التي شاركت في العاب الدورة.
11 هو عدد الدول العربية والاسلامية التي شاركت في الدورة، اي نسبة 17 في المائة.
904 هو عدد الميداليات التي تم توزيعها على ابطال الدورة.
38 هو مجموع الميداليات التي حصلت عليها كافة الدول العربية والاسلامية، اي بنسبة 4 في المائة فقط.
كانت حصة ايران وتركيا الاكبر في عدد الميداليات، وعلى الرغم من ذلك كان ترتيبهما 25 و26 على التوالي بين بقية الدول المشاركة.
كانت غالبية ميداليات الفوز الخاصة بدولنا الاسلامية والعربية من نوعية الميداليات 'الفالصو' اي: البرونزية.
كان نصيب كافة الدول العربية المشاركة من الميداليات الذهبية واحدة فقط!! وهذه كانت من نصيب 'نورية بنيدة مراح' وهي بالمناسبة عداءة جزائرية وقبل كل ذلك امرأة (!!).
وهكذا نجد اننا لم نحصد من غنائم الدورة، كدول عربية واسلامية، غير الخيبة والفشل بجدارة، حيث كانت حصة هذه الدول التي تجاوز عددها 11 دولة 4 في المائة فقط من مجموع الميداليات، على الرغم من اننا نفتخر ليل نهار بان عدد المسلمين والعرب في العالم قد تجاوز بليون نسمة، اي سدس سكان العالم!.
رضينا، على مضض، بفشلنا وتخلفنا في الاقتصاد والصحة والملاحة وعلوم الفضاء والطب والكمبيوتر والفلك والجغرافيا والصناعة والتجارة والتعليم والزراعة والدواء والبناء والسياحة والحرية والديموقراطية والتسامح وقبول الآخر ورعاية العجزة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، فهذه جميعها امور صعبة وتحتاج الى قدر هائل من المعرفة التي لا نزال نفتقدهاِِ ولكن ما هو الجهد المطلوب بذله حقيقة لاتقان عملية وضع كرة في سلة معلقة من لوحة عالية، او تسديد اخرى في مرمى مثبت على الارض؟
***
نعود لموضوع الاخت نورية الجزائرية التي اثبتت انها 'الرجل' الوحيد في تلك الدورة من بين 300 مليون رجل وامرأة يفترشون المنطقة من المحيط الهادر، وهذا كان وضعه منذ ملايين السنين وليس في الامر جديد، الى الخليج الثائر، وهذه صفة ابعد ما تكون عنه، على الاقل منذ ان دكت مدافع الانكليز قلاع القواسم في الخليج، الى المقابلة التي اجرتها 'الوطن' (18/11) مع السيد بدر الشمروخ، احد كبار مسؤولي وزارة التربية، والتي ذكر فيها ان من سلبيات 'تأنيث' التدريس في مدارس وزارة التربية هو افتقاد الطفل في سن مبكرة للنموذج 'الرجولي'!! حيث ان التي تقوم بالتدريس امرأة او 'مره' أو 'حرمة'، او كما تسمى باللغات الاوردو والهندية والافغانية 'عورت'!! ونسينا ان هذه التي يشكل وجودها، وليس فقط صوتها ووجهها واحيانا اسمها، 'عوره' للكثيرين هي الوحيدة التي نجحت في تحقيق المجد لبلادها حيث فشل بقية الرجالِِ واسمعت بليوني مشاهد ومشاهدة ومستمع ومستمعة نشيد وسلام بلادها الوطني.
وهنا نود ان نسأل السيد الشمروخ عن النتائج الباهرة التي حصلنا عليها في السنوات الخمسين الماضية فقط، نتيجة وجود النموذج 'الرجولي' في مدارس الوزارة؟
وكل عام ووزير التربية ووزارة التربية و'التعليم' وانتم ونحن بخير بفضل هكذا عقليات!!
احمد الصراف