عبدالعزيز وعبدالرزاق

قرأت اعلانا نشر في الصحف قبل ايام يعلن فيه ذوو المرحوم عبدالرزاق الصالح (البصير) عن استعدادهم لاستقبال الطلبة والطالبات الراغبين في مراجعة والاطلاع على ما تحتويه مكتبته القيمة من كتب ومراجعِ واصابني حزن شديد من هذا الوضع المؤسف، الذي اجبرت فيه عائلة الفقيد لأن تعلن في الصحف، وعن طريق اعلان مدفوع عن ساعات معينة تفتح فيها المكتبة الواقعة في منزل الفقيد الخاص ابوابها للمراجعين والطلبة الراغبين في الاطلاع على ما بها من كتب، وما في ذلك من معاناة تتعلق بالوقت المحدود المسموح فيه بالمراجعة، وما يمثله دخول بيت خاص من احراج ومشقة للنفس قد لا يكون الكثيرون على استعداد لتقبلها بسهولة ويسرِ ومرد الحزن يعود الى ما دأبنا في سماعه في السنوات العشرين الماضية عن كل تلك الاموال الهائلة التي تم تجميعها من هنا وهناك للصرف على مختلف المشاريع 'الدينية الاسلامية' التي لم نسمع ونر نتائج اي منها على ارض الواقع، بينما تبقى آلاف المشاريع والافكار النيرة والجميلة بدون تنفيذ بسبب نقص في التمويل او عجز عن اتخاذ قرارِِ ومنها فكرة انشاء مكتبات مناسبة تضم مثل هذه الكتب القيمة، التي قد تضيع او تفقد مع الزمن ان لم يتم حفظها وتصنيفها بطريقة علمية مناسبة.
***
تذكرت مكتبة الراحل عبدالعزيز ملا حسين التركيت الخاصة، والتي كنت في كل مرة ازور ديوانيته فيها، القي نظرة سريعة على ما فيها من كتب ومراجع قيمة، وسرحت في فكري ورحت اتخيل ذلك المبنى الفخم والكبير الذي يحمل لافتة على مدخله مدون عليها: 'مكتبة الوحدة الوطنية'
'عبدالعزيز حسين وعبدالرزاق البصير'.
قمت من فوري باجراء بعض الاتصالات، وطرحت فكرة المكتبة المشتركة على البعض، وعلمت بعدها بأن مجموعة من اصدقاء المرحوم عبدالعزيز حسين، ومن بينهم السيدان عبدالله الجار الله وجاسم المرزوق، قد قاموا بمراجعة المسؤولين، حيث طرحوا فكرة انشاء مكتبة تخلد ذكرى عبدالعزيز حسين، وتجعل كتبه متاحة للجميع تنفيذا لوصيتهِ وجرى التنسيق مع وزارة الاعلامِ وفي مقابلة هؤلاء مع الشيخ سعود ناصر الصباح، عندما كان وزيرا اصيلا للاعلام، في موضوع انشاء مكتبة تخلد ذكرى عبدالعزيز حسين، رحب بالفكرة واقترح، قبل ان يفتر الحماس، ان تتم تسمية المركز الثقافي في مشرف باسم الراحل، على ان يتم تحويل الطابق الثاني من المركز الى مكتبة تضم جميع كتبهِ وتبين لي من حديثي مع اطراف 'ذات صلة' ان مشروع تحويل الطابق وتجهيزه ليصبح مكتبة قيمة تدار بأنظمة كمبيوتر متقدمة وبنظام مصاعد كهربائية يحتاج الى صرف مبلغ لا يقل عن 250 الف دينار، هنا تبرع السيد جاسم المرزوق بمبلغ 100 الف دينار منها، واستعيض عن فكرة طرح مشروع تجميع باقي المبلغ من محيي ذكرى عبدالعزيز حسين بفكرة طلب بقية المبلغ من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، التي لم تتردد في تلبية الطلبِ كما قامت عائلة الفقيد بدفع حصتها من تكاليف المشروعِ وسترى المكتبة النور مع بدء السنة الجديدة.
***
تحقق نصف الحلم بفضل جهود اناس 'خيرين وفهمانين'ِ فهل هناك من هو على استعداد للتقدم بمشروع يتم عن طريقه تحقيق النصف الثاني من الحلم وترى 'مكتبة عبدالرزاق البصير'، الذي افتقد نعمة البصر في بداية حياته، وملك نعمة البصيرة في ما تبقى منها، النور في القريب العاجل؟!.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top