ليلىِِ أما لهذا الليل من آخر؟
قامت وزارة الإعلام في دولة الكويت، وعن طريق لجنة عليا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبعد دراسة جادة ومستفيضة، بمنح الأديبة ليلى العثمان جائزتها التشجيعية على مجموعتها القصصية 'يحدث كل ليلة'!!
وقامت الوزارة نفسها في دولة الكويت، وعن طريق وزيرها بالوكالة، بحجب الجائزة التشجيعية الممنوحة للأديبة ليلى العثمان على مجموعتها القصصية 'يحدث كل ليلة' وذلك لاحتواء الكتاب على 'فقرات' مخلة بالآداب العامة.
وهكذا أصبحنا نخاف ونرتعد من فقرات في كتاب سوف لن يوزع منه في احسن الاحوال اكثر من ألفي نسخة، مع الاعتذار للأخت الفاضلة ليلى العثمانِ ولكننا، في الوقت نفسه، لم نخف ولم نرتعد من هروب تجار المخدرات من السجون، ولم يتحرك لنا 'عرج' ونحن نسمع أخبار وفيات الجرعات الزائدة، ولم نكترث لكميات السلاح المخبأة لدى العديد من الجماعات المتحزبة، ولم نهتم بخطورة اقامة عشرات معسكرات التدريب الصحراوية ولم نبال بالملايين التي جمعتها مختلف الجهات الدينية المسيسة التي انتهت في حسابات شخصية التي لا نعرف مصيرها أو كيف تدار وتصرفِ ولم نلتفت لمن سرق ونهب ما شاء له الزمن من أموال عامة، وخاصة بعد ان تعودنا على السرقات وانتهاك حرمة الأموال العامة واستمرأنا الكذب وأدمنا النفاق العام في السياسة والخاص في حياتنا اليوميةِ فجأة توقفت قرون الاستشعار لدينا وأصبحنا نعرف من أين تهب الرياح الخطرة فأصبحنا نستبق الاحداث وننزع فتيل الأزمات في محاولة لارضاء كافة الاطرافِِ وبعدها ليذهب الأدب والعاملون فيه والثقافة والمهتمون بها والفكر والمنشغلون بأمره الى الجحيم، ولتبق كراسينا دائمة ناعمة هنية.
تساءلنا بمقال الأمس عن الجهة التي تقود الحكومة وهل اصبح مصيرها رهينة في يد مجموعة من الأحزاب ومراكز الضغط الدينية بعد ان انسحبت الحكومة وتم تهميش دور غالبية مؤسسات الدولة الدستورية؟ وهل رضينا في نهاية الأمر باستبدال عقولنا والغاء افكارنا ونسيان مبادئنا بعقول وآراء وتصرفات واحكام مجموعة من رجال الدين يتحكمون فيها وفينا بمجموعة من الفتاوى التي يبلغ متوسط أطوالها اربعة او خمسة اسطر!! وهل حان الوقت لكي نفقد الأمل الى الأبد، أم ماذا يا سيدتي ليلى؟
أحمد الصراف