متى نحترم عقول الآخرين؟

يقوم المطار الدولي بالإعلان عن وصول وإقلاع الطائرات القليلة التي أصبحت تصل او تطير منه واليه بثلاث لغات، كما هو متبع، في الكثير من مطارات العالم، وهذه اللغات عادة ما تكون الانكليزية والفرنسية اضافة الى لغة الدولة.
وحيث ان الخطوط الفرنسية، وببركة الطيار المدني، قد توقفت منذ سنوات، هي والايطالية، عن الطيران من والى الكويت، وحيث ان عدد المواطنين الفرنسيين القاطنين في الكويت والذين لا يتكلمون الانكليزية لا يتعدى عدد اصابع اليد الواحدة، وحيث ان اكبر الجاليات العاملة في الكويت عددا هي التي لا تتكلم بأي من اللغات الرئيسية الثلاث المستعملة في مطار الكويت 'الدولي' وهي هنا، كما ذكرنا، العربية والفرنسية والانكليزية، فإن من المنطق والانصاف والعقل والكياسة اذاعة اعلانات المطار باللغات الفلبينية والهندية والبنغالية، وهي الجاليات الأكثر عددا في الكويت، وخاصة في الساعات السابقة لرحلات الطيران المتجهة او القادمة من والى تلك الدولِ فالمسألة لا علاقة لها بالعادات والتقاليد والكرامة بل بتقديم خدمة ايصال رسالة امنية او الإعلان عن وصول او مغادرة طائرة معينة، فإذا لم يكن هدفنا ذلك في المقام الأول فمن الأفضل عدم اذاعة تلك الإعلانات اصلا!
لقد انتبهت شركة النقل العام، على ايام رئيسها السابق النائب عبدالوهاب الهارون، لهذه الظاهرة واصبحت اول مؤسسة حكومية تخاطب جمهور المتعاملين معها بلغتهم، ولم تستنكف او تخجل من استعمال لغة غيرمفهومة للكثيرين على حافلات الشركة، حيث ان في الأمر الكثير من الحرفية اضافة الى جانبه الانساني.
فمتى تطبق إدارة الطيران المدني مثل هذا التقليد الحضاري الجيد والمفيد؟.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top