القلب والرئة والكبد والكلية
ينتظر عشرات آلاف مرضى القلب والرئة والكلية والكبد، وبعضهم منذ سنوات، عمليات نقل أعضاء سليمة لهم بدلا من أعضائهم التالفة، وسوف لن يأتي الدور للكثيرين منهم وسيموتون قبل ان يأتي دورهم في قائمة انتظار طويلة تعتمد كليا على وقوع حادث أو حالة وفاة فجائية يمكن الاستفادة من الاعضاء السليمة لضحايا تلك الحوادث.
وقد وجد العلماء ان المخرج الوحيد لهذه المأساة الإنسانية التي تقضي كل عام على حياة مئات آلاف المرضى هو ايجاد مصدر بديل لقطع الغيار البشرية، ووجدوا ان قلب ورئة وكبد وكلية الخنزير هي الأكثر انسجاما مع الأعضاء المماثلة في الجسم البشري سواء من ناحية الحجم أو الشكل.
وقد واجهتهم في عملية النقل هذه مجموعة من المشاكل منها امكانية رفض الجسم البشري لأي عضو غريب يزرع فيه وهذه تم التغلب عليها عن طريق حقن تلك الأعضاء بمادة dna البشرية بحيث يتقبلها الجسم البشري.
كما واجه العلماء مشكلة الحجم حيث ان وزن الخنزير كامل النمو يصل احيانا إلى أكثر من 300 كيلوغرام وبالتالي تكون اعضاؤه كبيرة، وقد تم التغلب على هذا الامر بشكل مؤقت عن طريق نقل قلوب لخنازير اصغر سنا ولكن لا يمكن حتى الآن الجزم بان تلك القلوب المزروعة سوف لن تكبر إلى حجمها الطبيعي.
وحذر بعض العلماء كذلك من خطورة انتقال فيروس الخنازير إلى الانسان عن طريق عملية نقل الأعضاء تلك.
ولايزال الجدال جاريا بين العلماء، والكثير منهم يجزم بان عملية النقل الأولى ستتم قريبا وعندها سيعرف العالم مصير عشرات آلاف المرضى المنتظرين في طابور طويل بانتظار موت متبرع!!
كعادتنا في مثل هذه الاحوال 'سنتفلسف' وسننظر وسنقول ما نشاء من لغو في موضوع مدى شرعية نقل اعضاء حيوانات محرم أكلها إلى جسم انسان، وسنعقد المؤتمرات وسنصدر الفتاوى، وسنتبع كل ذلك بمجموعة من الندوات ولكننا سنرضخ في نهاية الامر للواقع ولضغط الحاجة، فرخاء الانسان وسعادته التي لا يمكن ان تكتمل بغير صحة جيدة ستتغلب في نهاية الامر على اية اجتهادات أو تفسيرات دينية مغايرة لحاجة الانسان لصحة جيدة ولرغبته في ان يعيش ابدا.
أحمد الصراف