الحمام العمومي المحرم
وأخيرا دخل التلفزيون مملكة سواسيزلاند!! وهي آخر دولة في العالم تتخذ هذا الاجراء، وبذلك تبقى افغانستان الوحيدة في العالم أجمع التي لا توجد بها محطة بث تلفزيوني، سواء رسمي أو خاص، حيث منعت حكومة الملا عمر التلفزيون وقامت قواته بتكسير وتحطيم كافة أجهزة محطة الارسال الوحيدة في العاصمة كابول فور الاستيلاء عليها، وحظرت حكومته منذ ذلك التاريخ اقتناء أي جهاز تلفزيون تحت طائلة عقاب كل من يقتنيه بالقتل.
وقد تذكرت بهذه المناسبة ذلك الحديث الذي أدلى به أحد 'زعماء' حركة حزب الاخوان المسلمين في الكويت، والذي ذكر فيه انه لا يمتلك جهاز تلفزيون في بيته حتى الآن!! فربما، تيمنا بالملا عمر وبمبادئه يكون ذلك البيت الوحيد الذي لا يوجد به جهاز تلفزيون في كامل منطقة الخليج!!.
نشرت صحيفة النيويورك تايمز تقريرا لوكالة الاسوشيتدبرس من كابول ذكرت فيه ان حكومة حركة طالبان، في حربها المريرة مع نساء بلدها وتيمنا بمبادئ الاسلام التي تحظر على المرأة العمل بشكل مطلق ونهائي، قد قامت باغلاق جميع المخابز التي كانت تدار من قبل أرامل افغانيات، والتي كانت تبيع منتجاتها بأسعار رمزية لبقية الأرامل من خلال برنامج الامم المتحدة للغذاء، وقد تسبب اغلاق تلك المخابز في فقد 350 أرملة لمصدر رزقهن الوحيد، وقد صرح بذلك 'بيتر كوسنت' مدير برنامج الامم المتحدة في تلك (الدولة)!!.
وسبق ان قامت حكومة طالبان وفور استيلائها على العاصمة كابول باغلاق كافة مدارس البنات وطرد كافة النساء من أعمالهن، لكنها اضطرت بعدها بفترة للسماح لهن بالعمل في مجالي التعليم والصحة فقط، ومن هذا المنفذ بدأت بعض النسوة بالخروج، بكامل لباسهن الاسلامي الغريب، للعمل لدى بعض منظمات الاغاثة الدولية.
ولكن فجأة أصدرت الحكومة أمرا بمنع كافة النساء من العمل لدى تلك الهيئات الدولية!! وصرح السيد مولوي سيد محمد حقاني، بأن قوانين 'إمارة افغانستان الاسلامية' واضحة فهي تمنع النساء من العمل، وتلك النسوة العاملات لدى المنظمات الدولية في مجال توفير الأغذية بأسعار مدعومة وضمن برنامج محدد قد خالفن هذه القوانين الاسلامية!!.
قدرت مصادر الامم المتحدة عدد الأرامل في محيط مدينة كابول وحدها بأكثر من 28 ألف أرملة يشكلن طبقة هي الأفقر بين سكان العاصمة البالغ عددهم 750 ألفا فقط.
كما أصدرت حكومة الملا عمر مؤخرا أمرا باغلاق 30 حماما عموميا بحجة ان الاسلام يمنع الرجال من كشف أجسادهم للغير، وقد اسقط في يد الكثيرين من سكان تلك العاصمة 'النظيفة' وفاجأهم صدور ذلك الأمر الفجائي في مدينة يعتمد الكثيرون من سكانها على الحمامات العمومية للاغتسال والتنظيف، وذلك لانعدام تلك الوسائل في الخرائب التي يسكنونها، علما بأن حمامات النساء العمومية سبق ان اغلقت عام 96.
وصرح متحدث في تلك الدولة المعدمة بأن الحكومة ستقوم ببناء حمامات عمومية رجالية جديدة وبغرف منفصلة متى ما توفرت الأموال لديها.
ويا أمة ضحكت عليها ومن جهلها الأمم؟.
أحمد الصراف