تولورنس
تفكر السلطات الكنسية في بريطانيا بصورة جدية بتنصيب الاسقف علي، باكستاني الاصل والمولد، اسقفا لكنتربري، وهي اعلى رتبة كنسية في بريطانيا.
والاسقف علي، المتحدر من اسرة مسلمة والذي اختار بريطانيا سكنا وموطنا، والمسيحية دينا، يختلف في شكله ولونه وخلفيته الثقافية وجنسيته السابقة، وربما في عاداته وتقاليده عن اي شخص بريطاني آخر.
ولكن هذا لم يمنع الكثير من الجهات الدينية من ترشيحه لمنصب كبير الاساقفة، وهو منصب هام وحساس، حيث يمثل رأس الكنيسة الانجليكانية، ولم يأت ذلك الترشيح بطبيعة الحال من فراغ، لو لم يتمتع هذا الانسان بالمزايا والمؤهلات الكافية لترشيحه.
من المهم ملاحظة ان ذلك الترشيح، ما هو الا نتيجة لذلك الاتجاه نحو التسامح الذي يسود غالبية المجتمعات الغربية المتقدمة، حضاريا وصناعيا وفكريا، اي التسامح مع الآخرين وتقبلهم وقبولهم كما هم، من دون حاجة لاجبارهم على مسايرة الغالبية والتلون بلونها، او نبذهم من المجتمع ورفض التعامل معهم.
وقد رأينا مؤخرا ردة فعل المجتمع الاميركي الايجابية على قيام نائب الرئيس الاميركي غور باختيار جو ليبرمان، البرلماني اليهودي المتشدد ليخوض معه معركة انتخابات الرئاسة الاميركية المقبلة.
ان ما نحتاجه في مجتمعنا الصغير هذا، هو التسامح، بل والكثير منه، وقبول الآخر ونبذ التعصب الاعمى.
احمد الصراف