درجة رجال الأعمال
توجد على أغلب خطوط طيران العالم درجة بين الاولى والسياحية مخصصة لرجال الاعمال، وهي بالمناسبة الدرجة المناسبة التي أفضل السفر عليها على كافة الخطوط عدا 'الكويتية'، ويعود سبب هذا العزوف الى الطريقة التي تقوم بها الكثير من الاسر بتوزيع افرادها على مختلف درجات الطائرة.
تجلس الام برفقة الاب عادة في الدرجة الاولى، ويرسل الاولاد بكل ضجيجهم وصخبهم لاحتلال كراسي درجة الواحة المخصصة لرجال الاعمال، وبعد ذلك يتم توزيع الخدم المرافقين على كراسي الدرجة السياحية.
وبهذا التقسيم يتحول القسم المفترض ان يكون لرجال الاعمال، الى حضانة صاخبة تعج وتموج بالعديد من الاولاد، فتسمع صراخهم، وتمني النفس بين الفترة والاخرى ان التعب سينال منهم وانهم سيخلدون في نهاية الامر لسلطان النوم، ولكن هيهاتِِ فان نام هذا قام ذاك، وان سكت الاول صرخ الثاني، وان توقف ثالث لمشاهدة برنامج تلفزيوني قام آخر بعملية النطنطة واختراق الصفوفِ ولا يتوقف ركضهم بين ممرات الطائرة والقفز على ارجل الركاب وزيارة اصدقائهم في الدرجة السياحية والماما والبابا في الدرجة الاولى.
وان سكت عن كل مشاغباتهم وحاولت ان تخلد للنوم أتتك 'الرفسات' المتكررة على ظهر مقعدك من الخلف لتنغص عليك نومتك، ثم يكتمل الامر عندما تبدأ عملية زيارات التفقد لاحوال 'البشه' والتي تقوم بها اسراب الخادمات وذلك بناء على تعليمات الماما التي ترفض ان تتحرك من مقعدها الوثير، كيلا يفوتها تروللي الطعام ويمر وهي ليست في مقعدها.
من السخف بطبيعة الحال منع احد من حجز واستعمال اي من مقاعد الطائرة، ولاي عمر كان طالما كان بمقدور ذلك الشخص دفع ثمن ذلك المقعد، ولكن نرجو من مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية التوقف ولفترة اشهر الصيف الاربعة عن الكلام عن توفر درجة رجال الاعمال او الواحة على طائراتها، حيث تتحول تلك الدرجة الى مرتع للاطفال وملعب للخلان.
احمد الصراف