لا تغير علينا
سعدت كثيرا بقراءة خبر انضمام فتاة كويتية لم تتجاوز ربيعها الخامس عشر لأسرة احد المطاعم الشهيرة والعمل بشجاعة فائقة في مجال خدمة بيع الاطعمة السريعة.
وتذكرت كيف تمكنت ابنتي، والتي كانت تدرس في اميركا قبل سنة، من زيارة عشرات المدن الاميركية الشمالية والجنوبية وذلك من حصيلة ما كانت تحصل عليه من العمل بصورة اضافية، صيفا وشتاء، في مكتبات الجامعة واداراتها وغيرها من الاماكن المسلية والمفيدة والمربحةِ وكيف اثر ذلك في نهاية الامر، اضافة الى ما اكتسبته من قدرة على الاعتماد على النفس في سن مبكرة، على مجمل حياتها وتصرفاتها وقوة شخصيتها، الامر الذي مكنها من اختيار المكان المناسب لعملها بعد ان حصلت على اكثر من اربع فرص عمل مغرية في وقت واحد.
حدث ذلك في الوقت نفسه الذي لا يجد فيه آلاف العاطلين من خريجي الثانوية والجامعة والمعاهد التطبيقية ولو فرصة لمقابلة مسؤول توظيف في شركة 'كحيانة' دع عنك ايجاد عمل مناسب!.
ان مشكلة آلاف العاطلين هؤلاء لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة مجموعة من العوامل التي لا علاقة لها بعدم وجود وظائف شاغرةِ وأحد اكثرها اهمية قلة الخبرات العملية ولو البسيطة منها وضعف الشخصية عموما، وضحالة الحياة الدراسية والمعيشية السابقة والتي تعود في جزء منها الى النظرة الاجتماعية الدونية للعمل اليدوي او العمل في مجال تعودنا ان يشغله غير الكويتي! وهي العادات والتقاليد نفسها التي ندعو صباح مساء ان لا تتغير علينا، ونطلب وندعو في الوقت نفسه ان يجد ابناؤنا وظائف شاغرة تقيهم شر البهدلة والبطالة والانحراف.
فهل لدى أحدكم حل لهذا الوضع المحير؟.
أحمد الصراف