كيف تقضي إجازة شبه سعيدة؟

اصبحت احرص كثيرا في السنوات الأخيرة على تجنب قراءة أية صحيفة كويتية، وانا في إجازةِ وامتد هذا الحظر أخيرا ليشمل صحفا عربية ك 'الحياة' و'الشرق الاوسط'، وذلك بعد ان اصبحت في السنوات الأخيرة كثيرة الاهتمام بما يجري في الكويت وحرصها على تغطية الكثير من الانباء والاحداث التي ترد منها، خاصة تلك الاخبار المبكية والمخجلة مثل قانون منع الاختلاط في الجامعات الخاصة ورفض مرسوم مشاركة المرأة في الانتخاب والترشيح!.
أقوم عادة، وفور عودتي من اية اجازة، بالمرور سريعا على كافة الصحف اليومية الخمس، التي تصلني صباح كل يوم والمجلات والصحف الاسبوعية والتي تكون قد تجمعت خلال فترة غيابيِ واقوم خلال ذلك بقص المواد التي يهمني الاطلاع عليها وتجميعها لقراءتها في مرحلة تالية وبتمعن اكثر.
بعد ان انتهيت بالامس فقط من الاطلاع على كافة الصحف التي تجمعت خلال العشرين يوما الماضية تأكدت واطمأن قلبي الى صحة قراري المتعلق بالامتناع عن قراءة اية صحيفة كويتية وانا في اجازة، فقد تبين لي، وبشكل واضح، مقدار ما كان سوف يصيبني من هم وغم وألم وحزن على ما آلت اليه الاوضاع مؤخرا في الكويت، وكيف اصبح الجهل سيد الساحة والآمر الناهي فيها، وكيف أضحى التخلف البوصلة التي تقود لكل أمر، وبه يتم تقرير مصير كل اختلاف!
وعليه، تغلبت على الاغراء المتمثل في العرض المغري الذي تقدمت به 'القبس' مؤخرا والذي ابدت فيه استعدادها لارسال الصحيفة الى مشتركيها في المدن التي يتواجدون فيها خلال فترة الصيف، فطلبات ومتطلبات السفر والاولاد والشقة وفواتير الكهرباء والهاتف والماء ومشاكل الخدم ومذاق اطعمة المطاعم أمور كلها كافية لتنغيص حياة أي مسافر، وبالتالي هو في غنى عن أية اخبار سخيفة أخرى يكون مصدرها مجلس الامة الموقر او مجلس الوزراء الرشيد!.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top