العالم عندنا والعالم عندهم
يتصور البعض أن رجل الدين، الذي نسميه جهلا بالعالم، هو الوحيد الذي يعرف في امور الدين والدنياِ وربما لهذا السبب قامت اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية بالتصدي لتقديم الكثير من الحلول وكتابة الدراسات وطباعة المجلدات عن مشاكل الدش الفضائي ووسائل التربية والتعليم، اضافة الى كيفية حل الازمة الاقتصادية، وهي الدراسة التي لم تهتم اية لجنة شعبية او حكومية او مختلطة باعارتها اي اهتمام، ربما بسبب سذاجة ماطرح فيها من افكار.
ان لقب العالم الذي كان يطلق سابقا، وربما حتى يومنا هذا، على رجل الدين، اصبح غير دقيق بعد ان اصبح امر اكتساب المعرفة الدينية سهلا وميسرا لكل راغبِ واصبحت عملية الالمام بالامور الدينية بصورة جيدة لا تتطلب بالضرورة التواجد لفترة سنوات طويلة في الجامعات الدينية، بل ان كل ما يحتاجه الانسان العادي ليصبح ملما بالامور الدينية لايزيد عن قدر معين من الادراك والتعليم، مع قدر من الجلد على قراءة الكتب الدينية والعودة للمراجع والتزود منها بما يتناسب والمنطق وحفظ عدد من الاحاديث والآيات القرآنية.
ان الزيادة الكبيرة في طلب الافتاء من رجال الدين تعود الى مجموعة من الاسباب يتعلق احدها بأمية السائل او قلة معرفته بامور الدينِ والثاني وهو الاعم والاشمل يعود الى كسل السائل وعدم رغبته في البحث عن الجواب الصحيح، وهناك سبب آخر يتعلق بقيام البعض ب 'فبركة' الكثير من تلك الاسئلة والطلب من مذيعي ومقدمي البرامج، الاذاعية منها بالذات، بالرد عليهم بحجة انها وردت لهم في البريد ويريدون ان يجيبوا عنها في وسائل الاعلام تعميما للفائدة.
أحمد الصراف