العملة الرديئة
يقال في الاقتصاد ان العملة الرديئة عادة ما تطرد العملة الجيدة، فعندما تزيد نسبة الفضة مثلا في عملة معدنية عن قيمتها السوقية تختفي تلك العملات من السوق مخلية الساحة للعملات المعدنية السيئة او التي تحتوي على فضة او ذهب اقل من قوتها الشرائية.
وعندما تسوء الاحوال الاقتصادية في العديد من المجالات كما هي الحال في تجارة الكهربائيات والاجهزة الالكترونية ومواد الديكور والبناء والاواني المنزلية وقطع غيار السيارات وعشرات المواد الاساسية الاخرى، وتزداد المنافسة ويشتد اوارها بين التجار تقوم وقتها السلع الرديئة بطرد السلع الجيدة من السوق وينتشر الغش والتزوير والكذب في صلاحيات المواد وجودتها ومصادرها، ولهذا السبب اصبحنا نقرأ كل يوم عن حالة او اكثر من حالات الغش التجاري التي تقوم وزارة التجارة بكشفها واحالة اصحابها للنيابة.
اخبرني رجل اعمال يتعامل في اكثر من الفي صنف من مختلف انواع المواد بأنه اصبح يتعرض لخسائر كبيرة في السنوات الثلاث الاخيرة نتيجة الانخفاض الشديد في ارقام مبيعاته، وكان السبب الوحيد الذي لم يتوقف مندوبو المبيعات العاملون لديه عن ترداده هو القول ان المنافسة غير الشريفة التي يتبعها الكثير من التجار والموردين الآخرين وطرق الغش التي يلجأون اليها هي السبب.
وقد تبين لي بعد القيام بعمل مسح سريع لعدد من الشركات الكبيرة ان طرق الغش والتزوير متعددة، ولا يمكن حصرها وهي في تقدم وتنوع مستمرين، بحيث يصعب على الانسان العادي كشفها بسهولة، واصبح الكلام المتكرر عن سوء الاوضاع الاقتصادية يدفع الناس اكثر لشراء ما هو ارخص واقل ثمنا دون النظر الى العوامل الاخرى.
وطرق الغش والتزوير متعددة ومن امثلة بعضها:
علب المناديل الورقية وورق التواليت: سماكة وطول اقل ونوعية ورق رديئة.
خراطيم المياه: سماكة ووزن اقل، واحيانا السماكة نفسها ولكن مع زيادة في نسبة المواد الرخيصة المكونة لها بحيث لا تعمر طويلا، خاصة اذا تعرضت للشمس.
زيوت السيارات: دهون معالجة لاكثر من مرة او بأوزان تقل عما هو مدون على العلبة.
شرائط اللصق، التيب الورقي، او البلاستيكي: تلاعب في السماكة ونسبة الصمغ والطول.
مواد التغليف: (الكلينك فيلم، والالمنيوم فويل): تلاعب في السماكة والطول والعرض والذي يقل احيانا عن 15% عما هو مدون على العلبة، حيث لا احد على استعداد لسحب رول بلاستيك مثلا لمسافة كيلومتر ونصف للتأكد من طوله الحقيقي.
الاسلاك الكهربائية: حيث تباع نوعيات رديئة وخطرة الاستعمال.
دولة الصنع: حيث تقوم الكثير من الشركات باستيراد مختلف انواع السلع الهامة والمقلدة بصورة جيدة من الصين مثلا وشحنها الى دبي او اية مدينة خليجية اخرى وتغيير منشئها هناك واعادة شحنها، وبأوراق رسمية الى الكويت على اساس انها من صنع ياباني او اميركي او الماني.
غش المظهر: استعمال عبوات او اكياس طعام كبيرة مغرية وبرسوم جذابة وتعبئتها باكياس اصغر بكثير من الداخل.
اجهزة كمبيوتر: بيعها على اساس انها مصنوعة بالكامل في الخارج في الوقت الذي يتم تجميعها في ورش بدائية في الكويت.
الاسم التجاري: استعمال اسماء او علامات تجارية مقاربة لمواد وسلع مشهورة ولكن تقل عنها جودة وسعرا بالتالي.
القائمة طويلة والمشكلة كبيرة ومهمة محاربة كافة حالات الغش والتزوير المناطة بوكيل وزارة التجارة المساعد عبدالعزيز الخالدي شبه مستحيلة بسبب عينه البصيرة ويده القصيرة واستمرار رفض الحكومة بوزير تجارتها وشؤونها، ولسبب غير معروف، اشهار اية هيئة او جمعية تدافع عن حقوق المستهلكين وتكون عونا لها وللمواطنين، وحتى ذلك الحين نرجو من القراء الكرام 'توخي' الحرص الشديد في الشراء وعدم الانقياد وراء المواد والمنتجات ذات السعر الاقل.
احمد الصراف