الدولة الذكية
اعلن الوزير 'السوبر' السيد محمد ضيف الله شرار عن نية الحكومة توزيع 231 قسيمة لتربية الإبل، وقال ان المشروع سيساهم في تربيتها وتطويرها! تربيتها عرفناها، أما قضية تطوير الإبل فهذه لم نستطع هضمها او معرفتها، ولا ادري هل سيتم، من خلال برامج التطوير هذه اختراع اخفاف اعرض لها، أم سيتم تطوير أذنابها القصيرة بحيث تطول لتصل الى الأرض فتستطيع بذلك كنسها؟ وذكر الوزير في تصريحه أن هذا المشروع، اي مشروع زرائب الإبل، يهدف الى اقامة أماكن منتظمة للتربية والرعاية (لا ادري اين ذهب التعليم) وتقديم الخدمات للمربين (وهم جميعا من السيلانيين والبنغلادشيين)! وكشف الوزير ان المساحة الاجمالية للمشروع تبلغ خمسمائة وستة واربعين ألفا وستمائة وستة وثمانين مترا مربعا فقط لاغيرِ وستقوم الحكومة في وقت لا حق، ومتى ما توفرت لها الاعتمادات المالية، بتوفير خدمات المياه والطرق وتوفير الكوادر البشرية لإدارة هذا المشروع 'العظيم'(!).
لا نود ان نتكلم هنا عن حاجة المواطنين البشر الماسة لتمديدات المياه العذبة لمساكنهم، ولا نود التباكي على تناقص نسبة الطرق المعبدة، ولا نود اللطم بسبب افتقاد الكثير من المشاريع الحكومية للإدارة المدربة، ولا رغبة لنا في التحدث عن مشروع 'التطوير الاداري' الذي طالما تغنى به النائب ناصر الصانع، ولكن نود فقط ايراد الخبر التالي:
'اعلن محمد الرومي، وكيل ديوان الخدمة المدنية بالإنابة، عن انخفاض الميزانية المالية لخطة البعثات في الدولة للإيفاد والتدريب في الخارج الى اربعة ملايين بعد ان كانت ثمانية ملايين قبل الغزو (!).
وهكذا يتبين لنا أننا الدولة الوحيدة في العالم، ولا ضرورة هنا لكتابة كلمة ربما، فنحن بالتأكيد الدولة الوحيدة في العالم التي تزيد من الإنفاق على تربية و 'تطوير' الإبل وتخصص عشرات ملايين الدنانير لتطوير زرائبها، وننسى او نتناسى في اللحظة نفسها الانسان نفسه فنخفض من الانفاق على تدريبه وتطويره (!).
واننا ربما نكون الدولة الوحيدة في العالم التي تتزايد فيها نسبة الإبل بنسبة زيادة اجهزة الكمبيوتر نفسها.
واننا الدولة الوحيدة التي تقوم بجلب آلاف العمال البسطاء الذين لا حاجة لنا بهم لتربية عشرات الإبل والنوق التي لا حاجة لنا بها ايضا!
لا اعتقد أن الأمر يحتاج الى تعليق اكثر من ذلك!
احمد الصراف