هكذا تسقط. جدران الخوف والحياء
فوجئت والكثيرون، بل الحقيقة انني اصبت بوجوم وحيرة شديدين، بعد قراءة ما ورد في مقالة الزميل احمد الديين في 'الرأي العام' (9/4) من فقرات نقلها عن نص خطبة صلاة جمعة سبق ان القاها دِ بدر الصميط من على منبر احد المساجد قبل ايام قليلة، والتي تهجم فيها على الدكتور يوسف الابراهيم بالكلام التالي ردا على مواقفه الاخيرة: 'ِِ اخذته عزته وكبرياؤه بزيادة النكاية والحث على الفجور والخنا بما يكنه في نفسه من الحقد، وبما يكنه في عقله من فكر منحرف عن الاسلام موافقا لرأي اسياده العلمانيين والليبراليين، الذين تلقى منهم الفساد والافساد فحسبه جهنم له ولأمثاله ممن تولوا قيادة الامة فخان الامانة على مرأى ومسمع من الناسِِ'!.
* * *
من المعروف ان وزارة الاوقاف كثيرا ما تعمم نصوص خطب الجمعة، وغالبا ما تحصر نوعية مواضيعها وتراقب وتراجع نصوص الكثير منها، كما انها تشدد على الائمة بضرورة التقيد بتعليماتها، كما تمنعهم عن التطرق لمواضيع معينة، اضافة الى كل ذلك تقوم بتسجيل تلك الخطب وحفظها في ارشيف خاص.
ولو افترضنا ان هذا هو الذي يحدث في واقع الامر، ولو علمنا بان دِ يوسف الابراهيم هو الوزير المسؤول عن تربية النشء والمسؤول الاول عن التعليم بجميع مراحله، وتقع على عاتقه مهمة تأصيل الخلق والاخلاق الحميدة في عقول مئات آلاف التلاميذ والطلبة، وانه بحكم منصبه، عضو في مجلسي الامة والوزراء، فكيف سمح وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية لمثل هذا الخطيب ان يقول ما قاله في حق زميل له دون ان يتحرك لفعل شيء ما؟، ولماذا سكت اعضاء مجلس الامة عن هذه الاهانة في حق زميل لهم؟ وكيف قبل بقية الوزراء الجلوس مع زميل متهم بأنه 'يحث على الفجور والخنا، وصاحب عقل وفكر منحرف، وان اسياده هم العلمانيون والليبراليون الذين تلقن منهم الفساد والافساد' (الف علامة استفهام وتعجب).
يقال ان اكبر النيران غالبا ما تكون من مستصغر الشرر، فما بالك لو كان الشرر في بدايته كبيرا وعنيفا، فما الذي يمكن فعله في هذه الحالة؟ وهل من الانصاف محاسبة ومعاقبة مجموعة من الذين انحرفوا عن جادة الصواب؟ وهل نضع اللوم عليهم وحدهم؟
ان اعتقادي يزيد في كل يوم بأن 'الشرهة' مو عليهم.
أحمد الصراف