أحلام غسان
انضم الى قافلة الحالمين الطويلة، التي تضمنا وآخرين، الزميل غسان سليمان العتيبي الذي كتب في 'السياسة' (22/3)، يطالب باستغلال اموال الاوفست 'المرمية' في البنك المركزي، وذلك عن طريق استثمارها في المشاركة مع شركة عالمية يكون هدفها استغلال جزيرة فيلكا، التي سيتم تأجيرها لهذا المشروع المشترك الذي سيقوم ببناء مطار عالمي فيها يربط الشرق بالغرب وانشاء الفنادق والمنتجعات والقرى السياحية بحيث تكون متنفسا لاهالي المنطقةِ كما يعتقد ان بإمكان الشركة اقامة الجسور التي تربط الجزيرة بالأرض الأم، وبأن هذا وغيره من المشروعات سيخلق آلاف فرص العمل للمواطنين العاطلين وسينعش الاسواق الكاسدة وسيفتح البلاد امام القادمين والعابرين، وعند هذه الفقرة انتهت عملية الاستطراد في الأمنيات.
لا اعرف حقيقة عمر الزميل غسان، ولكن سأفترض انه في اوائل الاربعيناتِ ولا اعرف الكثير عن حالته الصحية، ولكني سأفترض انه يتمتع بصحة جيدة، وهذا ما أتمناه لهِ وعليه، من الممكن، احصائيا، ان يعيش لخمسين سنة أخرى على الاقل خاصة ان تقدم الطب الغربي، والاميركي بالذات، نكاية باصحاب القلوب والعقول المتفحمة، جعل مثل هذه الامور من الممكناتِ وهنا نود ان نؤكد له ان أيا مما تمناه سوف لن يتحقق ابدا، على الاقل في ما تبقى لنا واياه من سنوات طويلة في هذه الدنيا.
والافضل ان نتواضع قليلا في ما نتمناه، ونطلب من الله العلي القادر القدير الجبار الأوحد الملهم الزاكي والعاطي والمانح والشكور والعظيم والغفار ان يمكننا من التخلص من منظر تكسي المطار القبيح اولا، وان يشطب من قاموس كلمات موظفي الدولة مقولة: 'تعال باجر'!
هل نطلب الكثير؟ ربما، فأحيانا تصبح مثل هذه الاحلام البسيطة اصعب تحقيقا من أحلام غسان!.
أحمد الصراف