طقم الأسنان
وصلت طائرتنا من تلك العاصمة العربية الى مطار شارل ديغول متأخرة عن موعدها ساعة كاملةِ وما ان وصلنا للسير المتحرك حتى بدأ هذا بالتحرك حاملا حقائبناِ وفجأة صرخ صاحبي متسائلا عما اذا كانت حقيبته اليدوية معي (!!) وعندما نفيت ذلك أخذ يركض كالمجنون يمينا وشمالا دون وعي وهو يصرخ طالبا الشرطةِ وتسمرنا نحن الذين كنا معه في أماكننا في ذهول لا نعرف ماذا نفعل، او ما يجب علينا القيام به في مثل هذا الموقف غير المتوقع.
بعد انتهائنا من كتابة تقرير فقدان الحقيبة لدى شرطة المطار تبين أن محتوياتها كانت: جواز سفر كنديا، وآخر يخص بلده العربي الأصلي، ثلاث بطاقات ائتمان، تصريح قيادة كويتيا وآخر كنديا، ولاعة سجائر ثمينة، قلما ذهبيا ثمينا، نظارات ذهبية، مسابيح ذهبية، جسر أسنان ذهبية، مجموعة من العملات المتنوعة التي تجاوز قيمتها 16 ألف دولار أميركي اضافة الى مجموعة أخرى من المستندات المهمة والثمينة!!.
قمنا قبل كل شيء بالغاء صلاحية بطاقات الائتمان وبعدها قمنا بالاتصال بالسفارة الكندية لنعلمها بفقد جواز السفارة وبطاقة الجنسية الكندية المهمةِ ولأن الوقت كان عطلة والسفارة مغلقة فقد تحولت المكالمة، بقدرة قادر، الى العاصمة الكندية 'أوتاوا' حيث أبدى الموظف هناك استعداده التام للقيام بتوفير مبلغ من المال ووضعه تحت تصرف مواطنهم الجديد - العربي سابقاِ كما أخبرنا أن جواز سفر جديدا سيكون تحت تصرف صاحبنا خلال ثلاثة أيامِ أما شهادة الجنسية فسيستغرق أمر استخراج بدل فاقد عنها بعض الوقتِ واذا لم يكن يمتلك العملات المعدنية المطلوبة لاجراء مكالمات هاتفية يقوم عن طريقها بالغاء صلاحيات مستنداته الاخرى بما فيها بطاقات الائتمان فان وزارة الخارجية الكندية على أتم الاستعداد لمساعدته في القيام بهذه المهمة نيابة عنه (!!!) قمنا بعدها بالاتصال بسفارة بلده الاصلي لنعلمها بفقدان جواز السفر والمستندات الاخرى فكان الجواب: السفارة معطلة، حاولوا الاتصال بعد ال'لو ويكوند'ِ وعندما عاودنا الاتصال بالسفارة العربية بعد العطلة الاسبوعية أعلمونا بأن اصدار جواز سفر جديد يستغرق عادة فترة طويلة (!!) وليس بامكان السفارة عمل شيء آخر لمساعدته في محنته، وما عليه الا الانتظار (!!!).
لحسن الحظ اتصلت الشرطة بنا بعد يومين من سرقة الحقيبة لتعلمنا بأنها عثرت عليهاِ وكما هو متوقع لم يفقد منها غير الاشياء الثمينة، أما جوازات السفر والتذاكر وبطاقات الائتمان وبقية المستندات المهمة جدا فقد تركها الحرامي وراءهِ الطريف في الموضوع ان ذلك اللص الظريف لم يقم بالاستيلاء على النظارات الطبية بالرغم من غلاء ثمنها ربما لشعوره بأنه نال من صاحب الحقيبة أكثر مما كان يتوقع وعليه قرر الرأفة بحاله وتجنب الاضرار بصحة عيونه لكي يتمكن من قراءة 'منيو' المأكولات الفرنسيةِ كما لم يقم بالاستيلاء على جسر أسنانه بالرغم من أنه كان مصنوعا من الذهب الخالص، وذلك ليساعده في مضغ ما سيطلبه من مأكولات فرنسية (!!).
أحمد الصراف