تعليم فيصل الجاسم
الغى المرحوم خالد مسعود الفهيد، وزير التربية والتعليم السابق، كلمة 'التعليم' من اسم الوزارة في اواخر الستينات لتصبح 'وزارة تربية' فقط لا غير!!
وقد اصبحت الوزارة بعدها مثل الغراب الذي حاول ان يقلد الطاووس في مشيته، فلم يوفق في ذلك ونسي في الوقت نفسه مشيته الاصليةِ وهكذا نرى فشل الادارات المتعاقبة في الوصول الى مستوى التربية المطلوب في مدارسها واخفاقها في الوقت نفسه في تحقيق الحد الادنى من التعليم الجيد، او حتى المقبول.
لكل بلد، الى حد ما، خصوصيتهِ وخصوصية الكويت التي تتمثل في غناها وصغر مساحتها وقلة عدد سكانها ووجودها في بيئة سياسية معادية وحاجتها الماسة للعمالة العادية والمتوسطة والخبيرة، وهذا تطلب اعطاء اقصى الاهمية لثلاث مؤسسات: التعليم، الصحة والامن الداخلي.
بعد اكثر من نصف قرن من 'انهمار' العائدات النفطية علينا، ودخولنا في عشرات محاولات التجربة والخطأ، ومرور مئات المسؤولين على كراسي وزارة التربية والتعليم العالي الوثيرة، وحدوث عشرات الحرائق التي طالت مخازن الوزارة قبل مواسم الجرد السنوية، نكتشف ان وضع التربية والتعليم في البلد قد بلغ درجة مؤلمة من الانحدارِ ولا يمكن تخيل وضع اكثر مأساوية مما نحن فيه، والدليل انه يكاد لا يوجد احد لديه القدرة على دفع رسوم المدارس الخاصة، والاجنبية بالذات، ويصر على ارسال ابنائه للدراسة في مدارس الحكومة، وهذا يكاد يشمل جميع ابناء وزراء التربية والتعليم الذين تعاقبوا على سدتها في السنوات الخمس عشرة الاخيرة.
من الصعب قبول الادعاء بان ما حدث يعود في مجمله فقط الى الجهل او قلة الخبرة او سوء اختيار المسؤولينِ فلفساد الذمة دوره، وللتدخل السياسي الديني في العملية التربوية دوره(!!)، ولكن هل هناك امور اخرى لا نعلم عنها شيئا(؟؟).
يقول السيد فيصل الجاسم (الطليعة 9/2/2000)، والذي عمل لسنوات طويلة في شركة نفط الكويت وتقلد فيها ارفع المناصب ان الكويت رغم اعتمادها التام على مصدر دخل وحيد وهو النفط ووجود جامعة بكليات متعددة فيها ولديها مئات الطلاب المبتعثين الى الخارج لدراسة مختلف التخصصات، ويقول ايضا انه اكتشف عام 87 (اي بعد 40 عاما من البدء في استخراج البترول في البلاد) الامور التالية:
ان ليس هناك مهندسو بترول في البلد من ابنائه (!!).
ان جامعة الكويت لا تقوم بتدريس هندسة البترول(!!).
ان الوزارة لا تشجع خريجي الثانوية العامة ولا توجههم لدراسة هندسة البترول(!!).
ان الوزارة لا تقوم بارسال الطلبة للخارج لدراسة هندسة البترول بشكل محدد(!!).
وان من قام بدراسة الهندسة البترولية في الخارج من الطلبة الكويتيين حتى ذلك الوقت فقد قام بذلك من تلقاء نفسه وبناء على رغبته الشخصية(!!).
نكرر السؤال: هل حدث كل ذلك بحسن نية؟ لست ادري.
احمد الصراف