اين الجهات الرسمية؟
كتب الشاعر الكبير احمد مطر يقول:
'فكرت ان اكتب شعراِِ لا يهدر وقت الرقباءِِ لا يتعب قلب الخلفاءِِ لا تخشى من ان تنشرهِِ كل وكالات الانباءِِ ويكون بلا ادنى خوفِِ في حوزة كل القراءِ هيأت لذلك اقلاميِِ ووضعت الاوراق اماميِِ وحشدت جميع الآراء ِِ ثم ،، بكل رباطة جأشِِ اودعت الصفحة امضائيِِ وتركت الصفحة بيضاءِِ راجعت النص بامعانِِ فبدت لي عدة اخطاءِ قمت بحك بياض الصفحةِِ واستغنيت عن الامضاء!.
* * *
اصدرت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بيانا بتاريخ 19/5/99 (الرأي العام 19/5/99) ذكرت فيه ان من المهام الرئيسية للوزارة تبصير المواطنين والمسلمين عامة بقواعد دينهم ونشر الوعي بينهمِ ونبهت الوزارة في بيانها الى ان السحر والشعوذة والكهانة 'حرام شرعا'ِ واوردت الوزارة في بيانها مجموعة من السور القرآنية الكريمة والاحاديث النبوية التي تحرم بشكل قاطع العمل والاشتغال بالسحرِ وذكر البيان ان الاسلام حرم تعلم السحر وتعليمه فضلا عن 'امتهانه'ِ واهابت الوزارة في بيانها بالمسلمين عامة والذين يترددون على السحرة والمشعوذين ان يبتعدوا عنهم ويحذروهم ويحذروا غيرهمِ واهابت الوزارة بالسحرة والمشعوذين الذين يدعون القدرة على السحر ان يتقوا الله في دينهم وعقيدتهم ودين وعقيدة ضحاياهم الذين يستشيرونهم ويرجعون اليهم وان يتوبوا ويتجهوا لتحصيل رزقهم من مهن اخرى!!
اكتب هذا بمناسبة ما قام بكتابته احد كتاب 'القبس' قبل شهرين من انه عرف السحر من خلال القراءة فيه ومعالجة الناس به في فترة صحته وعافيته عندما كانت لديه فسحة من الوقت(!!) واعتقدنا وقتها ان هذا آخر عهد صاحبنا بهذا النوع من 'الممارسات' الغريبة، ولكنه عاد وذكر في مقال نشر قبل ايام انهِِ 'اذا كان في معالجته للناس بالسحر فائدة لهم ونوال اجر من الله فانه سوف يستمر فيه' (!!)
ولا اعلم باي مسوغ قانوني او ادبي او علمي يتم 'ذكر' و'نشر' مثل هذا الكلامِ ولماذا تسمح صحيفة محترمة مثل 'القبس' بنشر مثل هذه الادعاءات غير القانونية؟ واين الاجهزة المسؤولة في الدولة من مثل هذه الاعترافات؟ ولماذا لا تنشط آلة الاحزاب الدينية الاعلامية الا لمحاربة الافكارالتقدمية والصالحة للناس وتتغافل عن مثل هذه الادعاءات؟ ولماذا لم تقم 'حتى باستنكار مثل هذه الاقوال المنشورة علنا وبطريقة لا تحتمل اللبس وسوء الفهم؟ والى متى نصر على الاستمرار بالسباحة في بحر الجهل، والتمرغ بتراب الخيبة؟ ولماذا نحاسب على كل كلمة نقولها او نكتبها وتحال مقالاتنا للتحقيق احيانا وللشطب مرات وللتعديل احيانا اكثر، ويكون نصيب الكثير منها قلما احمر يؤشر عليها بمنع النشر(!!) في الوقت الذي يسمح فيه للطرف الآخر ان يقول الكثير لمجرد انه ينتمى لحزب ديني عالي الصوت؟.
احمد الصراف