انتحار المكتئبين

تبين الارقام الرسمية المعروفة انه كانت هناك اكثر من 948 ألف حالة انتحار في العالم عام 1998، ويحمل الانتحار الرقم 12 في قائمة الاسباب المؤدية للموت لدى البشر.
وقد اكتشف فريق من أطباء مستشفى 'أتوا' الملكي في كندا وجود جين يجعل حامله اكثر ميلا للتسبب في قتل نفسه او الاقدام على الانتحارِ كما قد تبين الابحاث مستقبلا كيفية معرفة الافراد الذين هم في خطر الاقدام على الانتحار بسبب وجود هذا الجين لديهم.
وقد وجد الفريق الطبي الكندي ان المصابين بالاكتئاب، والذين يحملون هذا الجين هم اكثر ميلا بنسبة الضعف للانتحار من المكتئبين الذين لا يحملونه، وهذا يعني ان الاكتئاب ليس هو السبب الوحيد والبسيط وراء حوادث الانتحار في العالم، وان الميل للانتحار كان اقوى لدى اولئك الذين كانوا يحملون ذلك الجين الوراثي.
وبالرغم من ان هذا الاكتشاف سوف يقلل بلا شك من معاناة الكثيرين الا ان له آثاره الجانبية الخطيرة، فكيف يمكن مثلا مواجهة الأمر لو أخضعت الشركات موظفيها او طالبي العمل لديها لاختبارات طبية وعرفت من خلالها نوعية الأمراض التي سيصابون بها مستقبلا؟ وهل سيحرم حاملو هذه الجينات مثلا من حق التأمين على حياتهم؟ وهل سيمنعون من القيام بوظائف معينة مثل: قيادة الطائرات والبواخر والقطارات وحافلات الركاب وغيرها من وسائل النقل العام؟
بالرغم من كل هذه الأمور الجانبية السيئة الا ان هذا يجب ان لا يقلل من اهمية هذا الكشف الطبي والذي يبقى فتحا جديدا في عالم الطب وخطوة في جعل الحياة اكثر احتمالا وروعة.
لقد استغرق الأمر من العلماء الكنديين 10 سنوات من الاعمال المختبرية المضنية، تم فيها صرف مئات ملايين الدولارات، ومن المؤسف بعد كل ذلك ان يأتي من يصف هؤلاء ب'الكفار' (!!) وان كل ما يقومون به من عمل جيد هو دائما من أجل المال (!!).
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top